fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

منح الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين… أهدافه ودلالاته وانعكاساته على القارة السمراء

56

منح الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين… أهدافه ودلالاته وانعكاساته على القارة السمراءلقد أضحت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تشهد مزيدًا من التعقيدات والتحولات على الساحة الدولية، بجانب مجموعة من المتغيرات التي قد تُفضي بمزيد من التحديات والأزمات على المجتمع الدولي عامة، والقارة السمراء بصفة خاصة، كما بات العالم يشهد من جديد عددًا من التحالفات والسياسات والتجمعات الجديدة؛ إقليميًّا ودوليًّا لمواجهة تلك المشكلات ليُعيد تشكيل نفسه مرة أخرى، من أجل مواكبة هذه الأحداث والتطورات؛ الأمر الذي يعزز من ديناميكية تلك التفاعلات وتأثيراتها، وبالطبع من بين تلك التطورات منح الاتحاد الإفريقي العضوية الدائمة في مجموعة العشرين.كذلك، بالطبع أصبح العالم يعجُّ بالصراعات العسكرية والسياسية والاقتصادية والجيوسياسية بين القوى الكبرى، لكنه لا يزال يعي جيدًا أهمية القارة السمراء، ومع ما تمر به دول القارة من أزمات طاحنة وغير مسبوقة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا، ورغم الخلافات فيما بينهم على بعض الملفات والقضايا الشائكة؛ إلا أن كافة الأطراف الدولية بمجموعة العشرين وافقت بالإجماع على منح العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي في المجموعة، ولكن بعد منح الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين… ما أهدافه ودلالاته، وانعكاساته على القارة السمراء؟ هذا ما نُسلِّط عليه الضوء في هذه السطور.

ولكن قبل أن نخوض في هذا التقرير عزيزي قارئ موقع “رواق” للدراسات، للحديث عن هذه التحولات والتغيرات على الساحة الدولية، يجب أن نتعرف ونُجيب على الآتي:ماذا ينبغي على دول القارة فِعله لجني ثمار هذه العضوية بالشكل الأمثل؟ما مكاسب الاتحاد الإفريقي من عضوية قمة العشرين؟لماذا اعترفت القوى الكبرى بأهمية إفريقيا في هذا التوقيت؟هل تقضي العضوية على معاناة شعوب القارة جراء الأزمات الاقتصادية الطاحنة؟هل تمنح العضوية الاتحاد الإفريقي مميزات الاتحاد الأوروبي؟من جهتهم، يرى اقتصاديون: أن الاتفاق على منح الاتحاد الإفريقي مقعدًا دائمًا في مجموعة العشرين، خطوة مهمة للغاية خصوصًا لأن تصبح للقارة أدوار في حجم وتبادل التجارة العالمية والقرار الاقتصادي العالمي والشراكة الحقيقية، ولتكون عضوًا فاعلًا يحقق مكاسب اقتصادية لشعوب القارة، ولا أن تكون مجرد عضوية حبرًا على ورق.

ماذا ينبغي على الحكومات الإفريقية فِعله لجني ثمار هذه العضوية؟يقول مختصون وخبراء: إن المقعد يُعد خطوة جيدة وإيجابية للقارة، لكن لا بد من الحرص على تبني سياسات براغماتية غير منحازة لأي من القوى على حساب الأخرى، أو على حساب مصالح القارة السمراء، حيث إن القرار يأتي في سياق الاهتمام المتزايد من جميع القوى الدولية بالقارة الإفريقية التي تمثِّل سوقًا واعدًا يعد من أكبر الأسواق في العالم، بجانب امتلاكها لجميع أنواع الموارد والثروات الطبيعية.أضاف المختصون: إن القارة الإفريقية سيكون لها مستقبل كبير في الاقتصاد الدولي، والقرار يعكس درجة تنامي الوعي الدولي بأهمية إفريقيا للتنمية المستدامة العالمية في العقود القادمة، حيث الاتفاق على أن يكون الاتحاد الإفريقي عضوا كامل العضوية في مجموعة العشرين، تمامًا مثل الاتحاد الأوروبي الذي يشارك في المجموعة منذ سنوات. (الشرق الأوسط).وقد انطلقت في نيودلهي اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في نهاية أغسطس الماضي، وبحثوا خلالها قضايا عالمية بارزة تشمل المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الكوارث والأمن الغذائي وأمن الطاقة ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعددية والتعاون الإنمائي. (الشرق الأوسط).

قمة واشنطن:وقبل قمة العشرين الماضية وأمام نحو 50 من القادة الأفارقة الذين استضافتهم واشنطن خلال القمة الإفريقية – الأمريكية، كان الرئيس الأميركي جو بايدن دعا في ديسمبر الماضي إلى تمثيل دائم لإفريقيا «في جميع المنظمات» الدولية، بما في ذلك مجموعة العشرين ومجلس الأمن الدولي. وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يؤيد انضمام الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة. (الشرق الأوسط).وتمثل مجموعة العشرين التي عقدت في الهند مؤخرًا نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم، و80% من حجم التجارة وثلثي السكان في العالم.

ما إجمالي الناتج المحلي للدول الإفريقية؟يعتبر الاتحاد الإفريقي هو تكتل سياسي إفريقي يضم من 55 دولة يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها أكثر من تريليوني دولار، مما يضعه ضمن أكبر 10 اقتصادات حول العالم، وجنوب إفريقيا هي العضو الوحيد في مجموعة العشرين من القارة.وكان الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، صرَّح في ديسمبر الماضي من عام 2022 بأنه في حال إضافة الاتحاد الإفريقي ستمثل مجموعة العشرين وجهات نظر 54 عضوًا إضافيًا، والجزء الأكبر من البلدان منخفضة الدخل، ونحو 80% من سكان العالم. (الشرق الأوسط).ويقول اقتصاديون: بالرغم من الاختلافات الكبيرة والحادة بين روسيا والصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي، فإن هذا القرار يعكس إجماعًا دوليًّا على ما سوف تمثله القارة السمراء في المرحلة القادمة على مستوى الاقتصاد والتجارة العالميين.أضافوا الاقتصاديون: أن القرار سيمكن قارة إفريقيا من أن يكون لها دور في القرار السياسي الدولي بعد الإقصاء الطويل لها والتعاطي معها كمخزن للثروات فقط، ومجرد تابع ومنفذ لسياسات القوى الاستعمارية السابقة والقوى الاقتصادية الكبرى. (الشرق الأوسط).وأردفوا قائلين: لكن على الاتحاد الإفريقي كي يستغل موقعه الجديد والمهم في مجموعة العشرين، أن يسعى إلى تجاوز الخلافات الدائمة بين دول القارة وسرعة خلق قرار اقتصادي ومنظومة اقتصادية موحدة ومتجاوزة لأسباب الخلاف المعطلة لتحقيق الفوائد الاقتصادية وجذب الاستثمارات من جميع القوى الدولية. (الشرق الأوسط).

إنشاء سلسلة توريد عالمية فعالة وموثوقة بها:وفي وقت سابق، قد وجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الدعوة إلى الاتحاد الإفريقي “مع رؤية منحه العضوية الدائمة” في مجموعة العشرين، وذلك خلال منتدى “بـ 20” للأعمال وهو مقدمة لقمة المجموعة التي جَرَت في 9 و10 سبتمبر الماضي. وقال مودي: إن الهند هي “الحل” لخلق “سلسلة توريد عالمية وفعالة وموثوقة” بعد الاضطرابات الناتجة عن جائحة كورونا.وتتألف مجموعة العشرين من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتشكل نحو 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتضمّ ثُلثي سكان العالم، وبين أعضائها دولة أفريقية واحدة هي جنوب إفريقيا.وفي ديسمبر عام 2022، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن رغبته في أن ينضم الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين كعضو دائم، مضيفًا: أن حصول ذلك “تأخر كثيرًا، لكنه سيحدث”.

دول الاتحاد الإفريقي:ويضم الاتحاد الإفريقي، الذي يتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرًّا له، 55 دولة عضوًا، لكن عضوية خمس دول تحكمها مجالس عسكرية حاليًا باتت معلقة.وبالتالي، ووفق خبراء لابد من سلسلة توريد عالمية وفعالة وموثوقة؛ لاسيما بعد الاضطرابات التي نتجت من جائحة كوفيد – 19، خصوصًا أن نيودلهي تعمل على تعزيز التصنيع للتنافس مع الصين. وتابعوا: “تغيَّر العالم كثيرا بعد كوفيد -19- لم يعد بإمكانه النظر إلى سلسلة التوريد العالمية كما كانت”. ويرى مراقبون: أنه بالرغم من التوافق في العديد من الرؤي والقضايا بين بكين ونيودلهي؛ إلا أن العلاقات فترت بين الهند والصين منذ مواجهات وقعت في 2020 عند حدودهما في جبال الهيملايا المتنازع عليها وأدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 جنديًّا هنديًّا وأربعة صينيين.وفي لقاء نادر وجها لوجه، اجتمع مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة بريكس الأخيرة في جنوب إفريقيا فيما وصفته وزارة الخارجية الصينية بأنه “تبادل صريح ومعمق لوجهات النظر”.وعزا مراقبون: أن خطوة انضمام إفريقيا لقمة العشرين، ستمنح التكتل الإفريقي نفس الوضع الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي، من تسميته الحالية “المنظمة الدولية المدعوة”، بعد أن أعلن زعماء مجموعة العشرين القرار في القمة بالهند خلال الأيام الماضية. (سكاي نيوز).في تقديري وبلا أدنى شك: أن منح الاتحاد الإفريقي عضوية قمة العشرين، هي خطوة مهمة، وبالتالي ستعطي دول القارة الإفريقية صوتًا مسموعًا وقويًّا في القضايا والملفات العالمية الشائكة والحساسة، مثل: أزمة هيمنة الدولار على الدول النامية والأسواق الناشئة، وتغير المناخ والاحتباس الحراري، وغيرها من القضايا الملحة، ما يعجل للقارة دورًا كبيرًا في مجتمع دولي كبير متعدد الأقطاب ماليًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا (سكاي نيوز).وكان من بين المُرحبين بعضوية الاتحاد الإفريقي، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أيضًا من بين أولئك الذين أيدوا “العضوية الإفريقية” في مجموعة العشرين، خلال الاجتماع الأخير لمجموعة السبع، والذي انعقد في اليابان في منتصف شهر مايو، لاسيما أن مجموعة العشرين (G20) هي منتدى دولي يجمع بين أكبر اقتصاديات العالم المتقدمة والناشئة.

تأسيس مجموعة العشرين:تأسست مجموعة العشرين في عام 1999 بعد الأزمة المالية الآسيوية كمنتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمناقشة القضايا الاقتصادية والمالية العالمية، قبل أن تتم ترقيتها إلى مستوى رؤساء الدول والحكومات في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2007. (سكاي نيوز).وطالب اقتصاديون قادة الدول الإفريقية باستغلال قرار موافقة مجموعة العشرين على منح الاتحاد الإفريقي وضع العضوية الدائمة، وأن يكون بمثابة النواة للارتقاء بحياة الشعوب وتنشيط الاقتصاد وزيادة معدلات النمو. (العربية).ووفق مراقبين، تعد هذه الخطوة التي منحت الاتحاد الإفريقي المؤلف من 55 عضوًا، والمصنف حاليًا على أنه “منظمة دولية مدعوة”، نفس الوضع الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي من مميزات اقتصادية وسياسية مهمة، كما تمنح مثل هذه الخطوة دول الاتحاد الإفريقي ظهور واشتباك أكثر في القضايا الدولية، خصوصًا أنها تعد من الأسواق الناشئة تلك التي تسمى بدول “الجنوب العالمي” وهو ما يجعل لها دورًا مهمًّا على الساحة الدولية، وأيضًا في صناعة القرار الدولي، لاسيما في عالم بات مليئًا بالأزمات والصراعات ومن ثم إنهاء العزلة الدولية وكأنها قارة ليس لها وزنًا، والعكس صحيح تمامًا. (العربية).وفي أوائل شهر مايو، خلال زيارة لمقر الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا، ألقى المستشار الألماني أولاف شولتز بثقله وراء الدعوات الموجهة إلى مجموعة العشرين لتصبح عضوًا دائمًا في مجموعة العشرين لمنحها دورًا أكبر في الجهود المبذولة لمعالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ.وقال شولتز: إن إفريقيا يجب أن تلعب دورًا دوليًّا أكبر لتعكس أهميتها المتزايدة في نظام عالمي متعدد الأقطاب ومنقسم بشكل متزايد. (العربية).

لماذا اعترفت القوى الكبرى بأهمية إفريقيا في هذا التوقيت؟احتلت إفريقيا مكانة بارزة على جدول أعمال القمة السنوية الثامنة عشرة لمجموعة العشرين “G20”  التي عقدت في الهند خلال يومي 9 و10 سبتمبر، لاسيما في مرحلة مليئة بالصراعات وتأثر حجم التجارة العالمي، وتراجع معدلات النمو، بحضور رؤساء دول المجموعة وعدد من الرؤساء المدعوين، إلى جانب رئيس جزر القمر “غزالي عثماني” بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي، والرئيس “عبد الفتاح السيسي” بصفته رئيس الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا “نيباد”. (اليوم السابع).كما تمتلك دول القارة الإفريقية الذي يصل عددهم إلى 55 دولة، أحجام هائلة للغاية من الثروات الطبيعية حول العالم تتجاوز الـ 33% وفق مراقبين، كما بها جميع أنواع المواد الخام التي تستخدم في الصناعة، وتحتل أيضًا موقع إستراتيجي مهم على البحرين المتوسط والأحمر وبعض الممرات الملاحية والدولية، ومن الطبيعي أن تبحث القوى الكبرى في مكانٍ لها أو موطئ قدم في جميع أو أغلب دول القارة.وقد رَحَّب خبراء وشخصيات عامة ومنظمات دولية كانت مدعُوة بالقمة بالعضوية، حيث شهدت القمة خلال جلستها الافتتاحية الإعلان عن منح “الاتحاد الإفريقي” العضوية الدائمة في مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم، كنِتاج لمجموعة من الجهود الدبلوماسية الإفريقية المكثفة خلال السنوات الماضية، للدفع بالقارة الإفريقية للعب دور أكثر أهمية على المسرح العالمي، بما يتناسب مع قدراتها وإمكاناتها الكبيرة، وكجزء من خطة أكبر للدفع نحو إصلاح المؤسسات العالمية لتكون أكثر إنصافًا وعدالة.

ما مكاسب حصول الاتحاد على عضوية قمة العشرين؟يرى اقتصاديون أن خطوة حصول الاتحاد الإفريقي على مقعد دائم في مجموعة العشرين خطوة مهمة بالنسبة للقارة الإفريقية للعب دور أكبر على الصعيد العالمي، وسيجعل من الصعب تجاهل مطالب إفريقيا، مطالبين في الوقت ذاته بأن تقوم إفريقيا ببذل مزيد من الجهد لتوحيد صوتها في المجموعة إذا كانت تأمل في التأثير على عملية صنع القرار، فضلًا عن أنها ستحتاج إلى الدفع نحو مزيد من التوسع في العضويات لدول إفريقية أخرى ليكون لها دور متناسب مع قوتها الحقيقية.كما تُعد منح العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي تمثل في مجموعة العشرين اعترافًا قويًّا بأهمية إفريقيا التي تسعى إلى لعب دور أكبر على المسرح العالمي في ظل مطالبتها بإصلاح النظام العالمي والمؤسسات العالمية التي مثلت لفترة طويلة نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية المتلاشي، بما في ذلك مجلس الأمن وصندوق النقد والبنك الدولي ومجموعة العشرين، لتكون أكثر عدالة، بما يتناسب مع المعطيات الجديدة للدول النامية عامة ودول القارة الإفريقية خاصة، التي من المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها البالغ 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050، وأن يشكلوا ربع سكان الكوكب.

منافع متبادلة بين إفريقيا ومجموعة العشرين:فسر خبراء واقتصاديون، التوافق بمنح إفريقيا عضوية العشرين بأنه مهم للغاية ويحمل أكثر من معنى ليعكس ما تأمله مجموعة العشرين من انضمام الاتحاد الإفريقي لها، مُعددين بعض المكاسب والمنافع المتبادلة بين دول مجموعة العشرين والقارة السمراء، وهى على النحو التالي:– حيث تستفيد مجموعة العشرين بإضافة إليها 55 دولة تمثل القارة الإفريقية، وبالتالي لم تعد مجموعة العشرين تعكس فقط اتجاهات الدول المنضمة لها، لكن أيضًا أصبحت تعكس اتجاهات أكبر.– زيادة حجم التجارة والصادرات الإفريقية إلى دول المجموعة.- كما أن الاتحاد الإفريقي يمثل أكبر الكتل التصويتية في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بما فيها المؤسسات المالية الدولية والمصرفية، مثل: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وبالتالي هو إضافة كبيرة لمجموعة العشرين.– ستبحث العديد من دول المجموعة وخارج المجموعة على التنمية في إفريقيا للاستفادة منها، وبالتالي يزيد من الإنتاج ومعدلات النمو لدول القارة التي تعاني التهميش.- الاتحاد الإفريقي يمثل حوالي 20% من الناتج الإجمالي العالمي، وهي نسبة ليست قليلة من حيث حجم التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.– خروج دول القارة من عُزلتها بعد سنوات طويلة تلك التي كانت أشبه بـ (معمل تجارب) للدول الكبرى، ما يزيد من دورها سياسيًا واقتصاديًّا في صنع القرار الدولي.- الدول الإفريقية كانت في السابق ينظر لها كمخزن للمواد الأولية والموارد غير المصنعة، واليوم الاتحاد الإفريقي سوف يكون له دور كبير في القرارات الاقتصادية الدولية بما فيهم أكبر كتلة اقتصادية وهي مجموعة العشرين، وبالتالي انتهاء عصر التهميش الاقتصادي.- وفي حال استغل القادة الأفارقة هذه العضوية فيمكنها الارتقاء بشعوبها اقتصاديًّا وتنمويًّا، وبالتالي سينعكس على أمنها القومي من خلال مواجهة الإرهاب والتطرف وعدم استقطاب الفئات التي تعاني التهميش والفقر والجوع.- الاتحاد الإفريقي يمثِّل سوقًا كبيرة تصل إلى حوالي مليار و300 مليون نسمة، وبالتالي يعد إضافة لمجموعة دول العشرين، بحيث تضيف سوقًا كبيرة لمنتجاتها أو الحصول على واردات من دول الاتحاد الإفريقي؛ خاصة أن إفريقيا الآن أصبحت تمثِّل رقمًا مهمًّا في معادلة الطاقة.– كلما كان لإفريقيا تأثيرًا قويًّا على الصعيد الدولي والإقليمي، كان لها ثقلًا سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا ومشاركة حقيقية في صنع وصناعة القرار بالمحافل الدولية.- إفريقيا جزء رئيسي في سلاسل الإمداد الدولية سواء من خلال الممرات البحرية، التي تشرف عليها ومرتبطة بها أو من خلال ما تقدمه من صادرات تتعلق بالغذاء وأمن الطاقة.– كما لا يمكن البتّة أن يتحقق هدف العالم المتقدم الذي أضر بالبيئة وتسبب في زيادة الاحتباس الحراري، بالوصول إلى (صفر كربون) في العام 2050 دون مساندة دول الاتحاد الإفريقي.– إن اتجاه إفريقيا مستقبلًا في تطبيق اتفاقية (منطقة التجارة الحرة) بين دول القارة، والتي تضم كل الدول الإفريقية، وبالطبع سوف يؤدي ذلك إلى سهولة ويُسر في التعاملات الاقتصادية، بالتأكيد سيكون لها تأثير إيجابي أيضًا في التعاملات مع دول مجموعة العشرين؛ مما يجعل أي دولة من المجموعة تستطيع أن تصل إلى باقي دول القارة السمراء دون حواجز جمركية أو جمارك. (اليوم السابع).والأهم في ذلك: أن شعوب دول القارة تترقب ما قد يسفر من نتائج عن هذه العضوية المهمة، حيث من المنتظر أن تؤدي العضوية الدائمة للاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدول الإفريقية ودول المجموعة، لاسيما أن دول مجموعة العشرين تعتبر أهم الشركاء التجاريين للقارة الإفريقية، حيث يدفع بدول القارة إلى لعب دور أكبر في صياغة اتفاقيات تجارية أكثر عدالة وإنصافًا من دول القارة بوصفها شريكًا تجاريًّا حقيقي وليست مصدرًا للمواد الخام فقط.

هل تقضي على معاناة القارة جراء الأزمات الاقتصادية الطاحنة؟

ونظرًا للأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها شعوب القارة ولا تزال وحتى كتابة هذه السطور، يحاول قادة بعض دول إفريقيا على نحو متزايد إلى جذب مزيد من الاستثمارات في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للقارة وفقًا لأجندة إفريقيا 2063، ويسمح الوجود الإفريقي الأوسع في مجموعة العشرين بتوجيه الاستثمارات إلى المجالات ذات الأولوية، ومنها: البنى التحتية -على سبيل المثال- والمناطق المحرومة من الخدمات.وعدّد مراقبون أيضًا بعض المكاسب في منح العضوية الدائمة لإفريقيا، وهى: أنها فرصة سانحة وأوسع للدول الإفريقية في المشاركة في صنع القرارات التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي، والقضايا المهمة ذات التأثير المباشر على الدول الإفريقية، بما في ذلك التغير المناخي، والهجرة، والأمن الغذائي، والطاقة، فضلًا عن القضايا المتعلقة بمنح مزيدٍ من القروض للدول النامية من قبل المؤسسات المتعددة الأطراف، وإصلاح هيكل الديون الدولية، وهو أمر له أهمية خاصة في ظل معاناة العديد من الدول الإفريقية من أزمة ديون.  (اليوم السابع).ويقول المراقبون: إن إفريقيا سيكون لها دورًا فاعلًا في صنع هذه القرارات، ولن تكون مجرد متفرج بعد الآن، وإن كانت الدول الإفريقية في حاجة إلى مزيد من التمثيل في المجموعة لتكون أقوى تأثيرًا، لكنها القطرة التي قد تنذر بالغيث فيما بعد، من جهة أخرى، يعد منح عضوية دائمة للاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين خطوة سياسية مهمة حيث تمثِّل اعترافًا من الدول الغنية بالقارة الإفريقية كقوة عالمية في حدِّ ذاتها. (اليوم السابع).

هل العضوية تتساوى مع مميزات الاتحاد الأوروبي؟ويحوز الاتحاد الإفريقي حاليًا صفة “منظمة دولية مدعوة”، بعد أن وافقت مجموعة العشرين على منح الاتحاد الإفريقي وضع العضوية الدائمة، بما يسبغ عليه نفس الصفة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في المجموعة. (المستقبل الأخضر).وأصبحت إفريقيا شريكًا أساسيًّا في القضايا العالمية، لاسيما وأن الأسواق الناشئة في ما يسمى بالجنوب العالمي تتولى دورًا أكثر بروزًا في الشؤون العالمية، خصوصًا أن مجموعة العشرين لا شك أنها تلعب دورًا حاسمًا في الجهود المتعددة الأطراف من خلال تركيزها على الملفات والقضايا المالية العالمية، لا سيما أنها منتدى دولي يضم أكبر الاقتصادات المتقدمة والنامية في العالم. (المستقبل الأخضر).

تعزيز التنمية الخضراء:ركزت أولويات مجموعة العشرين في الهند، التي عقدت هذا العام تحت شعار: “أرض واحدة – عائلة واحدة – مستقبل واحد”، على القضايا والملفات الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي من وجهة الكثيرين، لاسيما أنها تشمل التحديات العالمية الكبرى، والسلام والاستقرار، والتنمية الخضراء، والحفاظ على المناخ والكوكب، وتسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة، والتحول التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية، ومكافحة الفقر، والأمن الغذائي، وتمويل المناخ.ولكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه: وبعد أن بحث أعضاء مجموعة العشرين سُبل تعزيز التنمية الخضراء وتمويل خطط مواجهة التأثيرات والتغيرات المناخية وبرنامج الاتحاد الأوروبي للبيئة والعمل المناخي، فهل يتم تطبيقه والبدء فعليًّا في استخدام الهيدروجين الأخضر لحماية الدول النامية؟ ومتى؟لذا، يجب أن يعلم قارئ مركز “رواق” للأبحاث والدراسات أن من بين أسباب غضب الطبيعة والاحتباس الحراري هو الاستغلال المُفرط من قِبل الدول المتقدمة للوسائل التقليدية الأقل تكلفة، مثل: الوقود الأحفوري الذي يستخدم في الصناعة وإنتاج الطاقة.

كما أن تعزيز النمو الاقتصادي القوي والمستدام والتقدم الذي حدث في جهود تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وجهود المؤسسات الدولية في تعزيز التنمية في المجال التنموي أن يطال البلدان الفقيرة والتي تدفع ثمن أطماع بعض القوى الكبرى. (المستقبل الأخضر).

دور المجتمع الدولي في مجابهة الأزمات والتغيرات المناخية:

رحب سياسيون، بتركيز قمة العشرين على الاستجابات الضروريّة للحلول الرامية إلى مجابهة الأزمات العالمية، وفي مقدمتها: التغيرات المناخية التي هددت بتفاقم الفقر والمجاعات والأزمات الإنسانية وحرائق الغابات، وأثرت سلبًا على خطط التنمية المستدامة في عدد كبير من الدول خاصة النامية، واضطراب سلاسل التوريد على المستوى العالمي.

وطالب سياسيون، بضرورة أن تتماشي القضايا والملفات التي تم مناقشتها ضمن أجندة قمة العشرين مع مساعي الهند خلال فترة رئاستها للمجموعة والهادفة لتحقيق نمو عادل ومُنصف لجميع دول العالم. (المستقبل الأخضر).

الخلاصة:

– نستخلص من ذلك: أن العالم أصبح يمر بأزمات طاحنة للغاية إزاء الصراعات وعدم الاستقرار الدوليين تلك التي أضرت بالشعوب اجتماعيًّا وتعليميًّا واقتصاديًّا، ودول الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة.

– بالرغم من خلافات دول المجموعة على قضايا وملفات شائكة، مثل: الأزمة الأوكرانية والخلاف الحدودي بين الصين والهند؛ إلا أن أعضاء دول المجموعة وافقوا بالإجماع على منح إفريقيا العضوية الدائمة ما يدلل على أهيمتها إستراتيجيًّا واقتصاديًّا.

– يجب على دول القارة أن تتخلص من حدة الخلافات والصراعات للتفرغ لما هو أسمى من أجل الارتقاء بشعوبها والاستفادة من ثرواتها الطبيعية.

– إن منح الاتحاد الإفريقي العضوية الدائمة يُعد فرصة سانحة ومهمة للغاية لزيادة التبادل التجاري والاقتصادي مع أعضاء المجموعة التي تستحوذ على نحو 85% من حجم التجارة العالمي.

– كما أن السوق الإفريقية كبير للغاية ويضم 55 دولة تتمتع بثروات طبيعية هائلة يمكنه تكوين معادلة كبيرة في الاقتصاد العالمي، ولكنه يحتاج إلى تغليب مصلحة الشعوب عن أية حسابات أو تناحر داخلي كما هو الحال الآن.

– إن استمرار الصراعات في دول القارة يمثل كارثة بكل المقاييس على الإنسانية، كما أن استمرار الدول ذات الاقتصادات الناشئة والمتقدمة في استغلال ثروات الطبيعة في الصناعة، مثل: الوقود الأحفوري حائل أمام التنمية المستدامة والهيدروجين الأخضر، وبالتالي زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تؤدي لارتفاع حِدَّة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري التي فاقمت من أزمات الفقر والمجاعات وتدني المعيشة خصوصًا في دول القارة السمراء.

– كما أن استمرار ما يُشبه الحرب الأهلية حاليًا في بعض البلدان الإفريقية، وعلى رأسها: دول الساحل والغرب الإفريقي، سيظل “كلمة السر” أمام النهوض بشعوب هذه الدول والاستفادة القصوى من عضوية إفريقيا في مجموعة العشرين، والحل في التخلص من هذه الصراعات والنظر لمصالحة تلك الشعوب التي تئن مِن ويلات عدم الاستقرار الداخلي.المصادر:سكاي نيوزالعربيةاليوم السابعالمستقبل الأخضرالشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.