fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

مرسوم بوتين يثير مخاوف الأمريكان.. هل تستعد روسيا لجولة جديدة من الحرب؟

79

مرسوم بوتين يثير مخاوف الأمريكان.. هل تستعد روسيا لجولة جديدة من الحرب؟

بين الحين والآخر تُثير بعض تلميحات لمسؤولين روس وعلى رأسهم الرئيس بوتين، في تصريحات لهم إلى محاولاتهم المتجددة لإحياء قضية بدت منسية منذ أكثر من قرن ونصف القرن، حيث يهددون باستعادة ولاية ألاسكا التي اشترتها الولايات المتحدة من القيصرية الروسية عام 1867، سيما بعد ما أثارت تصريحات بوتين إزعاجًا كبيرًا لدى الإدارة الأمريكية عندما صرَّح بأن بيع ولاية “ألاسكا” للأمريكيين كان “غير شرعي”.

حيث ظهرت آخر هذه المطالبات منذ أيام قليلة عندما ذكرت وكالة “تاس” الرسمية الروسية أن بوتين وقَّع مرسومًا جديدًا ينص على تخصيص أموال للبحث عن الأراضي والممتلكات الروسية في الخارج، بما في ذلك تلك الموجودة في الأراضي السابقة للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي.

وآثار مرسوم الرئيس بوتين حول تكليف قانونيين بدراسة بعض القطاعات الحكومية الروسية لمتابعة جميع العقارات الروسية بأي دولة في العالم؛ تلك التي تنتمي إلى الحقبة السوفيتية والإمبراطورية الروسية وحمايتها قانونيًّا من أي سرقة بحسب ما جاء بالمرسوم الروسي، وهو ما فسرها ساسة وصحفيون أمريكيون بأن بوتين يريد احتلال ولاية ألاسكا.

في هذه السطور ربما قد يستبق مركز “رواق” للأبحاث في هذا التقرير بعض التحليلات والتوقعات، والحديث عن العلاقة بين بيع ألاسكا ودعم أوكرانيا، أهداف رجل الكرملين وأسباب تصريحاته وتلمحياته تلك، كذلك الحديث عن عودة “ألاسكا” وهل هو حقًا حُلم يراود بوتين بعد ما لقّن واشنطن وأوروبا الدرس بما يجري في أوكرانيا؟ أم هي مجرد فزاعة لردع الأمريكان وورقة ضغط على الغرب لوقف دعمهم الحثيث لأوكرانيا لتتم بعدها الصفقات بين الدولتين العُظميين ومحاولة تهدئة الدُب الروسي؟

مستقبل العلاقات بين واشنطن وروسيا:

سياسيون يرون أن ولاية ألاسكا قد تكون مسمارًا روسيًّا جديدًا في الجدار الأمريكي، بعد الحرب الأوكرانية، وأن الدب الروسي سوف يلاعب الإدارة الأمريكية في منطقة قريبة للغاية من الأراضي الروسية؛ تلك التي بِيعت من قبل، ومن الطبيعي أن يزعج ملف ألاسكا أو يثير حفيظة البيت الأبيض.

ورجح مراقبون، أنه من الواضح أن تكون سياسة أمريكا وأوروبا سببًا في إشعال غضب رجل الكرملين بسبب الصراع في أوكرانيا، وفتح جبهات جديدة لن تكون في صالح الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، فروسيا تعرف جيدًا أوراق اللعبة مع خصم كبير، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أبرز تلك الملفات: “ولاية ألاسكا” الغنيّة بالذهب والنفط.

ولكن في الوقت نفسه لم يذكر المرسوم وفق ما فسره مسؤولون أمريكيون، الذي يأتي وسط الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا، استرداد ولاية ألاسكا على وجه التحديد، بالرغم من أنه لفت انتباه المدونين العسكريين، الذين جادلوا بأن بوتين كان يستخدم المرسوم لإعلان أن بيع روسيا لهذه الولاية إلى الولايات المتحدة عام 1867 غير قانوني.

هل خلاف أمريكي روسي يلوح في الأفق؟

يرى سياسيون: أن الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيصل إلى البيت الأبيض سيحاول عقد صفقة مع موسكو لحماية نظام زيلنسكي واحتفاظ الروس بالأراضي التي سيطرة عليها، لا سيما أن الوضع على الجبهة أصبح في حاله جمود كبيرة، وتقدم أكثر للجيش الروسي بعد تراجع الدعم الغربي لكييف.

ويذهب سياسيون إلى أن ألاسكا قد تكون محل خلاف في المستقبل بين روسيا وأمريكا، خصوصا في حال تعقدت الأمور بين الغرب وموسكو أو استمر الخلاف بشأن الأزمة الأوكرانية، إلا في حال تغيرت السياسة الأمريكية وهذه تُعد الفرضية الأقرب من وجهة عسكريين في الأزمة أو إنهاء الخلاف.

أضفّ إلى ذلك: أنه في حال استمرت الحرب ستكون شبيهة بالحرب العراقية الإيرانية؛ هجوم وهجوم مضاد من الطرفين على الجبهة التي تمتد إلى أكثر من 1000 كيلو متر.

من جهتها، أصدرت الخارجية الأمريكية بيانًا قالت فيه: إن ولاية ألاسكا، ستبقى تحت سيطرة واشنطن، وذلك ردًّا على تقارير بشأن أمر حكومي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالنظر في “الأراضي” السابقة التابعة لبلاده خارج البر الرئيسي.

وذكرت وكالة “تاس” الروسية أن بوتين وقَّع مرسومًا جديدًا، في وقت قريب، لتخصيص أموال للبحث وتسجيل الممتلكات الروسية في الخارج، بما في ذلك الموجودة في الأراضي السابقة للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي. (الشرق بلومبرج).

ألاسكا ودعم أوكرانيا… ما العلاقة؟

إن تصريحات الكرملين وبعض المسؤولين الكبار، ومنهم الرئيس الروسي السابق ديمتري مديفيدف، تؤكد ما أشارت إليه الخارجية الأمريكية في التقارير التي تحدثت عن أن بوتين أمر حكومته بالنظر في الأراضي والممتلكات السابقة للإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي في الخارج؛ خصوصًا أن روسيا تعتبر أن ولاية ألاسكا تم بيعها بشكل غير قانوني وثمن بخس.

أرى أن هدف الرئيس بوتين الأول هو أن تتوقف واشنطن عن دعمها اللا محدود لأوكرانيا، لا سيما في ظل حالة الجمود التي تسيطر علي الأوضاع العسكرية هناك، كما أن الغرب أصبح الآن أكثر فُرقة في الحرب الأوكرانية، وكما توقعنا هنا في مركز “رواق” أن الغرب سيترك أوكرانيا وحيدة تواجه روسيا بمفردها مثلما حدث مع فنلندا من قبل.

ويرى سياسيون: أن بوتين حاليًا ليس له بديل غير مواصلة الحرب، في حين قد تقلص مخزون أمريكا العسكري لمستويات خطيرة للغاية، خصوصًا في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد ما فتحت مخازن السلاح على مصراعيها أمام تل أبيب لقتل المدنيين والأبرياء من الشعب الفلسطيني.

رد الخارجية الأمريكية:

قال متحدث الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل: “حسنًا، أعتقد أنني أستطيع التحدث باسمنا جميعًا في الحكومة الأمريكية، لأقول إنه بالتأكيد لن يستعيدها”. وفي الوقت ذاته أشار معهد دراسة الحرب إلى أن “المعايير الدقيقة لما يشكل الممتلكات الروسية الحالية أو التاريخية غير واضحة”.

وكتب المعهد في تقييمه: “ربما يستخدم الكرملين مسألة حماية ممتلكاته المزعومة في بلدان خارج حدوده المعترف بها دوليا لتوجيه آليات القوة الناعمة في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي والدول المجاورة بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي في نهاية المطاف”.

وأشار المعهد إلى منشور على تليجرام، لمدون عسكري قال: إن روسيا يمكن أن تبدأ في تطبيق القانون في ألاسكا وأجزاء من أوروبا الشرقية والقوقاز وآسيا الوسطى؛ الأمر الذي أثار جدلًا لدى الشارع الأمريكي.

وقد وصف الرئيس الروسي بوتين، في عام 2014، عملية البيع التي جرت في عام 1867 بأنها “غير مكلفة”، وقال: إنه يجب على الناس “ألا ينشغلوا بها”.

وأضاف: “يمكننا حساب المبلغ المعادل، لكنه كان بالتأكيد غير مكلف. روسيا دولة شمالية تقع 70% من أراضيها في الشمال وأقصى الشمال. ألاسكا لا تقع في نصف الكرة الجنوبي، أليس كذلك؟ الجو بارد هناك أيضًا. دعونا لا ننشغل بهذا الأمر، حسنًا؟”. (الشرق بلومبرج).

هل بيع ألاسكا غير قانوني؟

وبالتزامن مع تقليل بوتين من شأن عملية البيع تلك، ألمح المُشرع الروسي سيرجي ميرونوف، في ديسمبر عام 2023، إلى أن موسكو ستستعيد أراضيها السابقة في المستقبل، ما يعني أن موسكو لا تزال تنظر بشكل مختلف إلى طريقة التنازل عن ولاية ألاسكا للأمريكان.

وكتب ميرونوف على منصة “إكس”، الشهر الماضي: “هل تريدون نظامًا عالميًّا جديدًا؟ فنزويلا ضمت الولاية الرابعة والعشرين، جويانا إيسيكويبو. ويحدث هذا تحت أنظار القوة المهيمنة الكبرى الولايات المتحدة، كل ما تبقى هو أن تعيد المكسيك تكساس والباقي، لقد حان الوقت لكي يفكر الأمريكيون في مستقبلهم. وأيضًا بشأن ألاسكا”.

وعلق الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف مازحًا على رد الخارجية الأميركية: “وفقًا لممثل وزارة الخارجية، فإن روسيا لن تستعيد ألاسكا، التي بيعت للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. هذا كل شيء إذًا. لقد كنا ننتظر إعادتها في أي يوم. الآن أصبحت الحرب لا مفر منها”، وأرفق تدوينته على منصة “إكس” برمز تعبيري ضاحك. (الشرق بلومبرج).

ووفق الفقرة الفرعية رقم 1 من الفقرة 2 من المادة 785 من قانون ميزانية الاتحاد الروسي، سيتم تعيين المؤسسة الفيدرالية الحكومية الوحدوية “مؤسسة إدارة الممتلكات في الخارج” التابعة لإدارة رئيس الاتحاد الروسي كمتلقي للدعم المقدم من الميزانية الفيدرالية للدعم المالي للتكاليف المرتبطة بالبحث عن العقارات في الاتحاد الروسي والإمبراطورية الروسية السابقة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق والتسجيل الصحيح لحقوق الاتحاد الروسي فيما يتعلق بالعقارات الفيدرالية الحالية.

حيث وجدت عقارات في الاتحاد الروسي والإمبراطورية الروسية السابقة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق والحماية القانونية لهذه الممتلكات، ولكن لم يتم ذكر اسم ألاسكا صراحة أو غيرها، وهي فقط حماية لممتلكات روسيا خارج أراضيها الحالية، ويأتي ذلك القانون بعد السرقات الغربية المتكررة للعقارات الروسية، ولكن يذهب الساسة في واشنطن إلى تكهنات قد تمثل من وجهة نظرهم تهديدًا من الدُب الروسي، بعد ما أصبح بشكل كبير يسيطر على زمام الأمور في أوروبا الشرقية أو هكذا يحاول رجل الكرملين.​ (المنتدى العربي للدفاع).

بوتين يخطط لاستعادة ألاسكا:

تخوفت أوساط سياسية وإعلامية أمريكية وغربية أن يكون هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مرسومه وتوقيعه على وثيقة التي أعلن فيها بأن عملية بيع ألاسكا للولايات المتحدة قبل 150 عام كان أمرًا “غير قانوني” هو احتلال ولاية ألاسكا الأمريكية. (بوابة الشرق الأوسط).

بالطبع، لم يصدر تصريح رسمي من الكرملين بهذا الشأن؛ إلا أن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف ألمح إلى إمكانية اندلاع حرب لاسترجاع “منطقة ألاسكا”، المصنفة كولاية أمريكية منذ عام 1959، ولكن في الوقت نفسه، أرى أن الرئيس بوتين ومساعديه يحاولون دق ناقوس الخطر من احتمال قيام حرب شاملة في حال تعرض روسيا إلى أي أخطار تُهدد أمنها القومي، وهذا ما يلوِّح أو يصرح به دومًا القادة الروس، ومنها استخدام السلاح النووي على سبيل المثال.

وما يدلل على ذلك: أن روسيا قد قامت قبل نهاية العام الماضي 2023 بنشر أسلحة تكتيكية وبيلوجية في الدولة الحليف بيلاروس (روسيا البيضاء)؛ لذا أرى أنها رسالة قوية أزعجت أوروبا كثيرًا، ما يعني روسيا أنها تريد أن تقول: أنا قريبة من وسط وشرق أوروبا.

وقد فسَّر سياسيون أمريكيون نية موسكو استعادة ألاسكا التي جاء على خلفية توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قرارًا جديدًا، لتوجيه وتمويل الإدارة الرئاسية ووزارة الخارجية في “البحث عن العقارات في الاتحاد الروسي، والإمبراطورية الروسية السابقة، والاتحاد السوفييتي السابق، والتسجيل المناسب للحقوق والحماية القانونية لهذه الممتلكات”.

وتخوف السياسيون أيضًا خصوصًا مع تزايد المخاوف الشعبية الأمريكية من تصريحات المسؤولين الروس، الذي اعتبره البعض “مزاحًا” من الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، والذي مازح الغرب قبل سنوات حول مطالبة موسكو المزعومة بألاسكا في منشور على موقع إكس، وكتب: “هذا هو الحال إذًا. كنا ننتظر إعادتها في أي يوم. الآن لم يعد من الممكن تجنب الحرب”، وأنهى تدوينته برمز تعبيري ضاحك.

واعتبر السياسيون: أن تصريحات يوري تروتنيف مفوض الرئيس الروسي في ديسمبر 2020، اعتبار سكان ألاسكا “رعايا الإمبراطورية الروسية خطر يهدد الأمن القومي الأمريكي”.

تفاصيل بيع ولاية ألاسكا… ما القصة؟

فقد حصل الأمريكيون على ولاية ألاسكا بشكل رسمي عام 1867، مقابل مبلغ مالي زهيد للغاية لم يتجاوز 7.2 ملايين دولار، مقارنة بأهميتها الجغرافية، حيث وافقت حينها الإمبراطورية الروسية على بيع أراضي تلك المنطقة للأميركيين؛ تلك التي تم اكتشافها بعد ذلك أنها غنيَّة بالذهب والنفط والمعادن. (بوابة الشرق الأوسط).

وقد باشر آنذاك، وزير الخارجية الأمريكي وليام هنري، في عهد الرئيس أندرو جونسون على مفاوضات شراء ولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسية، التي تقدر مساحتها بنحو 1.8 مليون كيلومتر مربع، خلال اجتماع وقتها مع السفير الروسي بواشنطن إدوارد ستوكل، واليوم باتت ولاية ألاسكا تشكل خُمس مساحة الولايات المتحدة التي تزيد عن 10 مليون كم2، لا سيما أنه قد تراجعت حِدة رفض الأمريكيين للصفقة بعد اكتشاف كميات هائلة من المعادن.

وذكرت تقارير دولية: أن أسباب تنازل روسيا عن ولاية ألاسكا، بكان يرجع لصعوبة العيش فيها، وكذلك لعدم وجود موارد في أراضيها واعتقد الروس أنها صفقة رابحة آنذاك، لكن لاحقًا اكتشفوا أن بها احتياطيات ضخمة من الذهب والنفط. (صدى البلد).

ويرى سياسيون: أن مباردة بيان أو ردود وزارة الخارجية الأمريكية، على تصريحات الرئيس بوتين ونائب رئيس مجلس الدوما، بأن روسيا لن تسترد ألاسكا التي بيعت للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، حيث ذهب متحدث الخارجية الأمريكية بالقول: ربما كان السؤال مستوحى من مرسوم رئاسي يخصص أموالًا للحماية القانونية للعقارات الأجنبية التابعة للاتحاد الروسي والإمبراطورية الروسية السابقة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في الخارج، مما يدلل على عدم رغبة واشنطن الدخول في أي مواجهة عسكرية مع موسكو، لا سيما أن ولاية ألاسكا مُنفصلة جغرافيًّا عن الأراضي الأمريكية.

وقال نائب السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية: “أعتقد أنني أستطيع أن أقول من جميعنا في الحكومة الأمريكية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسترد ألاسكا”. 

ولكن أشارت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إلى بعض “المدونين القوميين المتطرفين” الذين يفسرون تصريحات المسؤولين الروس، وفقًا للوثيقة الموقعة كأساس لمطالبات ضد جيران روسيا، بما في ذلك الولايات المتحدة. (صدى البلد).

موقع ألاسكا الجغرافي:

تقع ألاسكا في أقصى شمال غرب قارة أمريكا الشمالية، ويحدها من الشرق كندا التي تفصلها عن بقية الأراضي الأمريكية، ومن الشمال المحيط المتجمد الشمالي، فيما يحدها المحيط الهادئ من الجنوب والغرب.

وتعتبر ولاية ألاسكا التي تفصلها كندا عن الولايات المتحدة، أكبر الولايات الأمريكية من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها أكثر من 1.6 مليون كم2. كما تبلغ مساحة ولاية هاواي، وهي مجموعة جزر تقع في وسط المحيط الهادي جنوب غرب أمريكا الشمالية، أكثر من 4 ملايين فدان.

وشهدت ألاسكا منذ أواخر القرن التاسع عشر بداية اكتشاف الذهب وازدهار الإقليم، وفي عام 1884، أعلن الكونغرس الأمريكي أن ألاسكا مقاطعة فيدرالية، وتم إنشاء محاكم فيدرالية بها، وبدأ نظام مدرسي، وفي عام 1906، تم انتخاب أول ممثل لولاية ألاسكا في الكونغرس، وهو مندوب لم يكن له حق التصويت. (القاهرة الإخبارية).

وفي عام 1912 تم انتخاب أعضاء كونغرس إقليم ألاسكا، وفي عام 1946 صوّت سكان ألاسكا لصالح أن تصبح مقاطعتهم ولاية أمريكية، وعقب موافقة الكونغرس على مشروع قانون ولاية ألاسكا في عام 1958 دخلت الولاية رسميًّا في الاتحاد في عام 1959 لتصبح الولاية رقم 49 للولايات المتحدة الأمريكية.

بداية القصة وأسباب الذعر الأمريكي:

في عام 2021، نشر الرئيس بوتين مقالًا طويلًا أعلن فيه أن الروس والأوكرانيين والبيلاروسيين جميعهم شعب واحد فعليًّا، ورفض مفهوم الأمة الأوكرانية المستقلة. وكتب بوتين آنذاك: “خطوة بخطوة، تم جرَّ أوكرانيا إلى لعبة جيوسياسية خطيرة تهدف إلى تحويل أوكرانيا إلى حاجز بين أوروبا وروسيا، ونقطة انطلاق ضد روسيا”.

وقال: “لقد جاء حتمًا وقت لم يعد فيه مفهوم “أوكرانيا ليست روسيا” خيارًا. كانت هناك حاجة لمفهوم “مناهضة روسيا” الذي لن نقبله أبدًا، وهو ما أثار المخاوف الشعبية الأمريكية، هو ما اعتبره البعض “مزاحًا” من الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، الذي كان يعتبر ذات يوم خليفة محتمل لبوتين. (القاهرة الإخبارية).

ممتلكات روسيّة الأصل:

تحدث ألكسندر كروشلنيتسكي، الأستاذ المشارك بقسم التاريخ الروسي بالجامعة الحكومية للعلوم الإنسانية، حول ممتلكات الدولة الروسية بالخارج في ظل المرسوم الجديد الذي أصدره بوتين.

ونقلت وكالة RBC عن كروشلنيتسكي قوله: إن بعض العقارات والأراضي الموجودة على ساحل مدينة نيس بفرنسا، تقع ضمن نطاق مرسوم بوتين بشأن إقامة دعاوى قانونية لاستعادة ما قد تعود ملكيته إلى روسيا.

وقال: “في القرنين التاسع عشر والعشرين كانت روسيا تمتلك جزءًا كبيرًا من ساحل نيس”، مؤكدًا أن الحديث لا يدور فقط عن القصور والقلاع والأراضي المجاورة لها، لكن تتضمن أيضًا مناطق صيد الغابات وبعض مرافق الإنتاج. (القاهرة الإخبارية).

وأضاف كروشلنيتسكي أنه إلى جانب ذلك، هناك عدد من الحسابات في بنوك سويسرا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا والمجر، فتحها رعايا الإمبراطورية الروسية في بنوك تلك الدول، حيث أوضح أن عددًا كبيرًا من تلك الممتلكات تعود إلى العائلة الإمبراطورية الروسية، وإلى أغنى عائلات الأرستقراطيين والصناعيين.

وأكد كروشلنيتسكي أن مصير معظم هذه الممتلكات في مرحلة ما بعد الثورة البُلشفية، تبين أنه “مشكوك فيه للغاية” من الناحية القانونية؛ الأمر الذي أثار الامتعاض أو بعض التعليقات من الساسة والخبراء الأمريكان الذين يخشون ولو بالقليل من تصرفات رجل الكرملين. (القاهرة الإخبارية).

ويرى مختصون: أن القرار الروسي قد أثار فعليًّا جدلًا وقلقًا في الشارع الأمريكي، مما استدعى ردًّا عاجلًا من الخارجية الأمريكية، والتي ذهب بعض محلليها إلى أن بوتين ربما قد يقصد ممتلكات أخرى ليس من بينها ألاسكا، بينما يرى آخرون أن الوثيقة الموقعة تُعد أساسًا لمطالبات روسيا عن ممتلكات لها ضد جيرانها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

لذا أرى أنها قد تكون ورقة ضغط على واشنطن والغرب لردعهما ووقف الدعم العسكري لأوكرانيا، ومن ثم إعطاء روسيا ضمانات بعدم تمدد الناتو في أوروبا باتجاه الشرق وحماية الحدود الروسية.

الخلاصة:

– نستخلص من هذا التقرير، أن تصريحات الرئيس بوتين، سواء السابقة أو الحالية ربما هي جرس إنذار للغرب ومحاولة منه لحثِّ واشنطن بالتحديد على إعادة التفكير في دعمها لأوكرانيا، وإن كان قد تراجع بالفعل بسبب العدوان الصهيوني على غزة.

– ترى الإدارة الأمريكية وهو ما يُقال بشكل واسع النطاق الآن عن تعاظم قُدرة بوتين، رغم تكلفة الحرب الباهظة على الاقتصاد الروسي خلال العامان الماضيين، وهو ما تخشاه أوروبا من تمدد الجيش الروسي شرقًا أو السيطرة على أوروبا الشرقية، خصوصًا الدول التي كانت تتبع الاتحاد السوفييتي، وقد يتطور الأمر بعد ذلك أو يمتد لاحقًا إلى ولاية ألاسكا.

– ألاسكا تقع أو قريبة من حدود روسيا وفي الوقت نفسه تفصلها جغرافيًّا دولة (كندا) عن الأراضي الأمريكية، مما يُعظِّم من مخاوف الإدارة الأمريكية أو الساسة في واشنطن من غضب الدُب الروسي، وفي أي لحظة قد يخرج الدب أو الأسد من عرينه، سيما في حال استمرار النهج والسياسة الأمريكية كما هي، وهذا ما قد يجعلها تُعيد التفكير مليًّا في علاقاتها مع روسيا وحتى لو على حساب أوكرانيا.

– إن الحرب في أوكرانيا أثبتت قدرة روسيا على مواجهة الغرب وعلى رأسهم أكبر قوة عسكرية (أمريكا)، فمخازن السلاح باتت خاوية على عروشها، سواء في أمريكا أو حلف الناتو، مما زاد من وتيرة الخلاف بين القادة الغربيين من جهة، والشارع الأمريكي من جهة أخرى بشأن استمرار الحرب، وهو ما يزيد من مخاوف واشنطن وزعماء الاتحاد الأوروبي من توسع الجيش الروسي وألا يقف بوتين على حدود أوكرانيا فقط.

– إن انتهاء الحرب في أوكرانيا واحتفاظ روسيا بالمدن التي ضمتها من أوكرانيا أو حتى بعضها، سيكون خسارة كبيرة ليس لأوكرانيا فحسب؛ إنما هي خسارة كبيرة للإدارة الأمريكية والقادة الغربيين، كما يجعل أي شيء ممكنًا بعد ذلك، سواء في أوروبا الشرقية أو صوب ولاية ألاسكا الروسية الأصل، وهو ما سيجعل بالكاد أمريكا والغرب يحتويان روسيا بعد ذلك.

– بالأكيد أن الرئيس بوتين يحذر ولا يزال من قيام حرب شاملة في حال تعرضت موسكو وأمنها القومي للخطر، ومنها التهديد باستخدام السلاح النووي، ومن الممكن أن تكون “ألاسكا” كلمة السر لبوتين في إيصال رسالة مهمة للبيت الأبيض بضرورة توخي الحذر في التعامل مع روسيا.

المصادر:

– الشرق بلومبرج.

– صدى البلد.

– المنتدى العربي للدفاع.

– بوابة الشرق الأوسط.

– القاهرة الإخبارية

التعليقات مغلقة.