fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

صور من مأساة غزة بسبب العدوان الصهيوني على القطاع

49

صور من مأساة غزة بسبب العدوان الصهيوني على القطاع

لم تقف المأساة في غزة عند القصف والعدوان وهدم أكثر من نصف القطاع، وقتل الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والعجائز، فمن يخرجون أحياء من تحت القصف لا يجدون دواءً أو مستشفى يُعالجون فيها، ولا ماءً أو طعامًا ولا أسرةً أو منزلًا أو أمانًا، وباتت المجازر الإسرائيلية في غزة أكثر من أن تُعد أو تُحصى، فالمعاناة في كل مكان وزمان، والقتلى والمصابون بالآلاف تحت الركام، والجوع والبرد يفتكان بمن لا زال يتنفس، وخيام النزوح شاهد عيان على آلام النساء الثكالى على أطفالهن وأزواجهن الضحايا، وآلاف الحوامل الذين لا يعلمون كيف سيضعن صغارهن، ومئات القتلى والجرحى والمفقودون كل يوم، ولا توجد قطعة أرض آمنة في غزة حتى المقابر تهدَّمت، والأسرى تُستباح أجسادهم للتعذيب والتنكيل، وبجانب بسالة المقاومة الفلسطينية في مواجهة ميليشيات الاحتلال يناضل المدنيون من أجل البقاء يومًا آخر على قيد الحياة، وصدقًا بات ما يعيشه أهل غزة يوميًّا ويلات من الأنين غير قابلة للحصر أو الوصف؛ ولذا ففي هذا التقرير سوف نحاول قدر ما نستطيع تسليط الضوء على أبرز صور المأساة في غزة منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع يوم السابع من أكتوبر 2023، والذي لم ينتهِ حتى كتابة هذه الكلمات.

معاناة المدنيين والبنية التحتية:

أثناء كتابة هذا التقرير، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى المدنيين داخل قطاع غزة 27840، و67147 جريح، وهذه الأعداد في ارتفاع مستمر بشكل يومي، والغالبية العظمى من الضحايا من النساء والأطفال؛ هذا بخلاف قرابة 10 آلاف مفقود تحت الركام تحولت أجسامهم لهياكل عظمية، وغالبية هذه الإصابات بالغة من حيث المعاناة، ولا يجد المصابون رعاية مناسبة، خاصة إصابات بتر الأطراف والإصابات المباشرة في الأعضاء؛ بالإضافة إلى انعدام الصحة النفسية والعقلية خاصة للأطفال ولا تتوافر أي أجهزة أو أماكن أو آليات تساعد النساء الحوامل على الولادة بجانب انعدام الحضانات للأطفال الرضع وحديثي الولادة، ومن قد الله أن يعيش بعد كل هذا الجحيم يواجه الجوع والبرد القارس، وتفشي الأمراض.

وعن البنية التحتية في القطاع؛ هدم الاحتلال قرابة 400 ألف وحدة سكنية منها 65 ألف وحدة مدمرة بشكل كلي، و290 ألف وحدة سكنية تم تدميرها جزئيًّا، وهدم 20 منشأة للمياه بشكل كلي أو جزئي، وهدم 115 مسجدًا و352 مدرسة ومؤسسة تعليمية، حتى المقابر تهدمت جراء القصف المتوحش، وهذه الأرقام إحصائية عن آثار العدوان الصهيوني على القطاع حتى نهاية عام 2023، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز وما نقلته من تحليل لصور أقمار عسكرية، فإن الاحتلال نفَّذ أكثر من 33 عملية هدم مُخططة لمئات المباني منذ شهر نوفمبر الماضي للمناطق السكنية القريبة من المستوطنات المحتلة في غلاف غزة لإقامة منطقة عازلة بين القطاع والمستوطنات، وتشير تقديرات للأقمار الصناعية أن إجمالي حجم المباني التي تم تدميرها أو تعرضت لأضرار تقدر بنحو ثلث حجم مباني قطاع غزة حتى نهاية عام 2023.

وتنقل الجارديان في مقال لها عن المأساة عن بعض أهالي غزة قولهم: “نستيقظ في غزة كل صباح نشعر بالامتنان؛ لأننا تمكنا من البقاء على قيد الحياة ليوم آخر محاطين بالموت والدمار واليأس تحت الضربات الصاروخية التي لا تنتهي، لا نعلم ماذا نفعل”، ويؤكد كاتب المقال إبراهيم مهتدي: أن الموارد الحيوية والبنية التحتية في جميع أنحاء قطاع غزة تم تدميرها بشكل لا يمكن إصلاحه، فلا ماء ولا غذاء، ولا دواء ولا مواصلات، ولا وقود ولا حياة، يعيش الناس على بقايا الطعام، والمتاجر فارغة ومهدَّمة والمال لا معنى له، وكثير من المصابين جروحهم مفتوحة، ولا يوجد شيء إنساني في الجوع والتشرد والعيش تحت الأنقاض.

النساء والأطفال:

تقول يونيسف: إن قطاع غزة بات أخطر مكان في العالم على الأطفال، و70% من ضحايا الحرب من النساء والأطفال، وهذه النسبة تزداد بسبب انعدام الطعام والشراب وتفشي الأمراض، وتؤكد الأمم المتحدة أنه يُقتل اثنتان من الأمهات كل ساعة بشكل يومي، وأن أكثر من 3000 امرأة باتت أرملة ومسؤولة عن إعالة أسرة، كما فقد ما لا يقل عن 10,000 طفل آباءهم، وبات عبء العدوان يقع على عاتق النساء مع أطفالهن، وأنه من بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، هناك 1.9 مليون نازح وما يقرب من مليون امرأة وفتاة يبحثن عن المأوى والأمان، وتشير سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى أنه مهما كنا نحزن على وضع نساء وأطفال غزة اليوم، فإننا سنحزن أكثر غدًا دون مساعدات إنسانية غير مقيدة، ودون نهاية للتدمير والقتل والعدوان، وأضافت: “هؤلاء النساء والأطفال محرومون من الأمان والطعام والدواء والرعاية الصحية والمأوى ويواجهون المجاعة، والأهم من ذلك كله: أنهم محرومون من الأمل والعدالة، ويشدد توبي فريكر من يونيسف أن 500 ألف طفل يحتاجون إلى دعم عاجل في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.

وتتأسف الأمم المتحدة من أن المأساة في غزة تطول الجميع، وتشمل كل جوانب الحياة اليومية، بداية من الاستيقاظ على صوت الصواريخ، وحتى رشفات الماء النقي التي باتت نادرة رغم ذلك، بجانب معاناة النساء الحوامل، حيث تؤكد المنظمة وجود أكثر من 50 ألف امرأة حامل في غزة، اضطروا إلى النزوح الجماعي إلى رفح ويعيشون في خيام من الورق يواجهون مجاعة ونقصًا حادًّا في الماء والدواء ولا يعلمون كيف سيضعن صغارهم، وفي هذا السياق تلقَّى صندوق الأمم المتحدة للسكان تقارير عن نساء خضعن لعمليات قيصرية داخل أماكن غير مجهزة بدون مسكنات أو تخدير، وباستخدام أدوات غير صحية، وتخضع 180 امرأة يوميًّا لعمليات ولادة في قطاع غزة، وأعداد مهولة منهن يلدن قبل موعدهن؛ بسبب القصف، وبعد الولادة يعاني الأمهات وأطفالهن الجوع والآلام، والإصابات بالحمى دون وجود أي دواء أو مسكنات، وعدد غير قليل منهن يفقدن مواليدهن؛ إما أثناء الولادة، أو بعدها بأيام.

 النزوح والمجاعة:

قال المُتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عدنان أبو حسنة: إن الوضعَ الإنساني في قطاع غزة يواجهُ حالة انهيار، الفلسطينيون تعرضوا لأكبر حملة تهجير منذ عام 1948 بسبب القصف الصهيوني المتواصل، وإن أكثرَ من 1.9 فلسطيني من أصل 2.3 مليون نزحوا من بيوتهم في غزة، أي ما يقارب من 90 % من عدد سكان القطاع، وأن المائة يوم الأولى كانت بمثابة 100 عام، وأن هذه الأسر يعيشون في خيام أو منشآت الأونروا، ويضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى العيش في أماكن قريبة للغاية من بعضهم البعض في أماكن مكتظة للغاية، ما يرفع نسب تفشي الأمراض.

تحت وطأة هذا الجحيم يعيش غالبية قطاع غزة سواء الآلاف الذين تشبثوا بالحياة داخل بيوتهم المهدَّمة أو أكثر من 1.9 مليون نازح في مواجهة خطر المجاعة في ظل أزمة إنسانية كبيرة ونقص فادح في المواد الغذائية وانقطاع في مياه الشرب، وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن سكان غزة يتعرضون مباشرة للموت جوعًا، وتقول سيندي ماكين: إن الشتاء القارس والخيام غير الآمنة والمكتظة ونقص المياه النظيفة يضعون سكان غزة أمام خطر مأساة قاسية، وأن شاحنات المساعدات المحمَّلة بمواد غذائية التي تدخل من معبر رفح لا تغطي إلا 7% من الحد الأدنى اليومي لحاجات النازحين، جانب قصف الاحتلال مطاحن القمح والدقيق في خان يونس ودير البلح والنقص الحاد في الوقود، وتؤكد منظمة “ميرسي كوربس” الأميركية غير الحكومية أن فِرقها في غزة اضطرت أحيانًا لدفع مبلغ 30 دولارًا للحصول على 5 أرغفة من الخبز، كما أن الدقيق والمياه والملح منعدمين، وأن النازحين لا يأكلون تقريبًا ويوفرون أي طعام لليوم المقبل من أجل الأطفال، وأن البعض يقتات فقط على البصل والباذنجان النيء، والبعض يبحث عن الدقيق في أي مكان ويجمع الخشب للتدفئة وصنع الخبز على ظهر الأواني، كما يمنع الاحتلال مرور إمدادات مياه الشرب الآمنة إلى قطاع غزة، ويعمل على تعطيش السكان عمدًا.

وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية: إنه حتى نهاية عام 2023، رصدت المنظمة أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة وما يربو على 44 ألف حالة إسهال في القطاع المكتظ بالسكان، مشيرا إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع، وتُفيد ‏صحيفة واشنطن بوست، بأن سكان غزة يواجهون مجاعة كارثية جعلت البعض يلجأ إلى طحن علف الحيوانات لإطعام أسرته وأطفاله لعدم وجود خيارات أخرى، ونقلت عن النازحين: “إذا استمر الوضع على هذا النحو فقد نرى الناس يموتون من الجوع في الشوارع”، ويؤكد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، ستيف تارافيلا: “إن حجم وسرعة هذه الأزمة لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث ولا يوجد تقدير لعدد الفلسطينيين الذين ماتوا في غزة بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الجوع ومع نزوح الغالبية العظمى من السكان وتدمير النظام الطبي إلى حد كبير، ظلت العديد من الوفيات دون إحصاء، أو لم يتم تحديد أسبابها. وعادة ما تسجل المستشفيات القليلة المتبقية فقط الوفيات الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية.

القطاع الصحي:

يضم قطاع غزة 32 مستشفى 13 منها حكومية خرجت جميعها عن الخدمة، بخلاف عشرات المراكز الصحية، وأدى القصف الصهيوني بعد أكثر من مائة يوم إلى خروج 23 مستشفى و53 مركزًا صحيًّا عن الخدمة، وتدمير 102 سيارة إسعاف، والمستشفيات التي لا زالت تعمل بشكل جزئي لا تملك إلا سيارة إسعاف واحدة، ومقتل 311  كادرًا صحيًّا واعتقال 99 على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة، واستهداف 141 مؤسسة صحية، ووصلت نسبة الانشغال السريري في مستشفيات الجنوب 350%، ومئات الجرحى يفترشون الأرض في الأقسام وغرف العمليات، والطواقم الطبية عاجزة أمام مئات الحالات الحرجة والخطيرة والمعقدة والحروق الشديدة نتيجة عدم توفر الإمكانات العلاجية والبشرية والسريرية المطلوبة لها، أما الحالات الصحية والإنسانية في مراكز الإيواء بلغت مستويات كارثية مفجعة لأكثر من 1.9 مليون نازح، و900 ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، و70 % من مرضى الفشل الكلوي لا يستطيعون الوصول لخدمة غسيل الكلى خاصةً شمال غزة، والبعض بات يعيش داخل المقابر خوفًا من القصف.

المجازر والتعذيب:

مئات من المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة حتى باتت غير قابلة للحصر؛ منها: مجزرة قصف محيط مستشفى المعمداني والتي راح ضحيتها قرابة 500 قتيل، وإلقاء القنابل الثقيلة داخل مخيم جباليا والذى أدى لمقتل المئات، وقصف مدارس الأنروا المكتظة بالنازحين وأغلبهم من الأطفال والنساء، والجرائم الفاضحة بعد حصار واقتحام مجمع الشفاء الطبي ومستشفى العودة، ودخول ميليشيات الاحتلال المستشفيات متنكرين في زي طبي ليقوموا بعمليات قتل وتصفية؛ بالإضافة لسرقة أعضاء القتلى وجلودهم واختطاف الأطفال، وعمليات التعذيب القبيحة للأسرى الفلسطينيين والتي أكدها معتقلين فلسطينيون كما رأيناها جميعًا في صور ومقاطع مرئية لتجريد الأسرى من ملابسهم وتركهم في العراء في ظل برد الشتاء، وتعذيبهم بإطلاق الرصاص على أرجلهم وجلودهم، ويؤكد المحتجزون من الأسرى الفلسطينيين أنالتعذيب لا يتوقف، حتى المكان الذي كانوا ينامون فيه كانت تدخل عليهم الكلاب، وكان جنود الاحتلال يرشون عليهم المياه، دون طعام أو مياه خلال أول 3 أيام كاملة من أيام الاعتقال، ونددممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أغيث سونغاي بالظروف “المروعة” التي يواجهها آلاف المعتقلين الفلسطينيين لدى جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر.

الخلاصة:

معاناة الفلسطينيين داخل قطاع غزة باتت أكبر من أن ينقلها أو يجسدها أحد، وما حاولنا إبرازه هنا هو غيض من فيض عناء وأنين وآلام إخواننا داخل قطاع غزة، فالقتل في كل مكان، وأراضي القطاع أضحت شاهدة على مئات المجازر وآلاف القصص الوحشية من الانتهاكات الصارخة والعدوان العنصري على أبرياء عزل بالصواريخ والقنابل الغبية الضخمة والقذائف التي لم تتوقف منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، فالقصف الصهيوني على القطاع تسبب في قتل وإصابة وفقد أكثر من 100 ألف فلسطيني وهو عدد يقترب من ضحايا القنبلة النووية الأمريكية على مدينة هيروشيما اليابانية، كما أن القنابل التي ألقاها المحتل الإسرائيلي على قطاع غزة تخطت في عددها وحجمها وتدميرها القنابل التي ألقيت على اليابان في الحرب العالمية الثانية، بجانب هذا الواقع الحزين يعيش 1.9 مليون نازح في غزة مجاعة قاسية وعطش شديدين  وحرمان من المأوى والأمان والغذاء والدفء والراحة في ظل برد الشتاء القارس ومياه الأمطار التي تُغرق الخيام والنقص الحاد في كل شيء مما يجعل من قطاع غزة أكبر مأساة يشهدها العالم في العصر الحديث.

المصادر:

الجزيرة- مأساة إنسانية تتفاقم.. الحرب والمجاعة والأوبئة تجتمع على غزة- 17 نوفمبر 2023.

سكاي نيوز- بين القنابل وطوابير المعونات.. الحرب تضاعف مأساة سكان غزة- 15 يناير 2024.

سكاي نيوز- قطاع غزة.. 1000 قتيل وجريح ومفقود يوميًّا منذ أكتوبر- 15 يناير 2024.

Bbc- “الجارديان” في غزة لا ماء، ولا غذاء، ولا دواء، ولا وقود… والمال لا معنى له”- 15 نوفمبر 2023.

سكاي نيوز- آخر مكان آمن نسبيًّا.. نازحون من غزة يعيشون بين الموتى- 6 فبراير 2024.

اليوم السابع- ارتفاع حصيلة العدوان على غزة لـ27 ألفًا و238 شهيدًا و66 ألفًا و452 مصابًا- 3 فبراير 2024.

سكاي نيوز- حرب غزة.. أكبر تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948- 15 يناير 2024.

سكاي نيوز- اليونيسف: قطاع غزة أخطر مكان على الأطفال في العالم- 19 يناير 2024.

اليوم السابع- تدمير البنية التحتية.. إسرائيل تهدم المساجد والمدارس عمدًا في غزة.. فيديو- 2 فبراير 2024.

سكاي نيوز- الأمم المتحدة: النساء والأطفال هم الضحايا الرئيسيون في غزة- 20 يناير 2024.

ميدان- قصص ترويها نساء غزة.. مأساة الحوامل أثناء الحرب- 25 ديسمبر 2023.

سكاي نيوز- مأساة غزة في أرقام.. إبادة ومسح أحياء سكنية بمن فيها- 25 ديسمبر 2023.

سكاي نيوز- شهادات مروعة لسجناء اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في غزة- 2 فبراير 2024.

الجزيرة- الاحتلال يرتكب مجازر في غزة والمقاومة تكبده خسائر- 18 ديسمبر 2023.

التعليقات مغلقة.