fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

طوفان الأقصى… كيف فاجأ الفلسطينيون الكيان المحتل والعالم بأكبر هجوم على الكيان المحتل منذ حرب أكتوبر ١٩٧٣م؟

266

طوفان الأقصى… كيف فاجأ الفلسطينيون الكيان المحتل والعالم بأكبر هجوم على الكيان المحتل منذ حرب أكتوبر ١٩٧٣م؟

تسللوا ووصلوا إلى حيث لم يتوقع أكبر المتفائلين بالفلسطينيين وأشد المتشائمين باليهود، ضربوا بكل قوة وبالمزدوجة؛ فالصواريخ دوت فوق رؤوس اليهود في جنوب ووسط الكيان الصهيُوني، ومقاتلو فصائل المقاومة الفلسطينية فاجؤوهم في عقر المستوطنات قادمين من غزة المحاصرة، فقتلوا وأسروا واغتنموا، وتركوا الكيان المُحتل في صدمة يحاول أن يفهم ما الذي حدث للتو؟

هل حقًّا كان الفلسطينيون هنا فوق رؤوس اليهود، هل حقًا اقتاد الفلسطينيون الأسرى اليهود وقتلوا جنودهم وضربوا الكيان الصهيوني بمقتل، وإن كانت الإجابة قد سبق السيف العذل، عبر بيان أطلقت فية فصائل المقاومة الفلسطينية عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي عرفت بإسم طوفان الأقصى، لكن تبقى الأسئلة الأهم: كيف فعلها الفلسطينيون؟ وكيف وصلوا؟ وماذا بعد؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، على بعض النقاط المهمة حول معركة طوفان الأقصى التى أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيُوني.

بداية معركة طوفان الأقصى:

ولنبدأ بالإجابة على أولى الأسئلة وأكثرها إثارة للدهشة، حيث استفاق الكيان المُحتل في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا وفي يوم السبت، والذي هو يوم عطلة في الكيان الصهيُوني، وبالتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر 1973م بين العرب والكيان الصهيُوني، على واحدة من أكبر موجات الصورايخ التي تعرضت لها في تاريخها قادمة من غزة.

آلاف الصورايخ انطلقت معًا ليس فقط صوب مستوطنات الغلاف، بل لتُثير الهلع والرعب في تل أبيب والقدس، وتحول المستوطنون اليهود، إلى نازحين لأول مرة في تاريخهم، وتسقط القتلى والجرحى في الكيان المُحتل، في حصيلة تتضارب الأنباء حولها، مع تواتر أخبار عن سقوط شخصيات يهودية رفيعة، بينهم: رئيس المجلس الإقليمي في منطقة شعار هنيجف. (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات).

تكتيكات جديدة لفصائل المقاومة الفلسطينية:

وأمام ما اعتقد اليهود أن الصواريخ هي نهاية المطاف كما العادة، تنوعت تكتيكات فصائل المقاومة الفلسطينية هذه المرة فقد انطلقت صافرات الإنذار شمالًا حتى تل أبيب، لتحذر اليهود من الموت القادم من السماء، بينما كان الموت والرعب الحقيقي قادم يزحف على الأرض، عبر تسلل أعداد كبيرة من مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى المستوطنات الإسرائيلية حول غزة.

وهذا بالطبع ما لم يحسب له الكيان المُحتل أي حساب، ليس فقط بوصول تنوع الاستهداف إلى فتح النيران الفلسطينية باتجاة زوارق لسلاح البحرية الإسرائيلية قبالة شواطئ قطاع غزة، ولا بأسر جنودًا إسرائيليين وسوقهم إلى غزة واغتنام آلياتهم العسكرية، ولا حتى بتجرأ فصائل فلسطينية على اقتحام المستوطنات الإسرائيلية.

بل بالطرق الصادمة والمبتكرة للاقتحام والدخول واجتياز الحواجز الأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فبينما كان مقاتلون فلسطينيون يغافلون جنودًا إسرائيليين وينقضون عليهم زحفًا على الأرض، كانت مجموعات وفصائل فلسطينية أخرى تهاجمهم من السماء، ولكن ليس بمقاتلات وطائرات حريية متطورة، بل بطائرات شراعية بدائية وبسيطة صممت بغرض اقتحام المستوطنات الإسرائيلية.

وما إن وصل مقاتلو فصائل المقاومة الفلسطينية إلى داخل مستوطنة سيديروت أولًا، حتى هاجموا مركزًا لشرطة الاحتلال الإسرائيلية وسيطروا عليه، ثم بدأت مشاهد الفرار الجماعي للمستوطنين اليهود، والتى لم يعتاد أحدًا أن يراها.

فالاشتباكات اندلعت أولًا على حدود قطاع غزة مع الكيان المُحتل، ثم انتقلت المعارك لتصبح حرب شوارع داخل ما اعتقد العدو الصهيُوني أنها أراضيه الآمنة؛ وما هو إلا وقت قصير، حتى كان الفلسطينيون يسيطرون على شوارع وأحياء، وقواتهم تطوف الشوراع الإسرائيلية التي اعتاد المستوطنون اليهود أن يحكموها مع جيشهم، بينما كان المستوطنون اليهود يفرون ويركدون في كل مكان على غير هدى، ويتدافعون في الأحياء والشوارع وحتى في الأحراش والحقول، وكأنه يوم الحشر.

وهو ما حدا برئيس بلدية صفد عقد اجتماع طارئ لاستقبال المستوطنين النازحين من جنوب ووسط البلاد، ما يشي بأنها المرة الأولى التي يكون فيها النازحون من اليهود لا من الفلسطينيين.

غنائم فصائل المقاومة الفلسطينية:

ولم تتوقف المفاجآت هنا، بل بما عاد به مقاتلو الفصائل الفلسطينية من غنائم، فلم يكتفوا بتدمير الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية أو الاشباك مع جنود جيش الاحتلال.

بل عادوا مع أسرى ومركبات وأليات ومدرعة اغتنموها من اليهود؛ إذ لم يستفق الكيان المُحتل من الصدمة إلا وكان الفلسطينيون ينشرون صورًا تظهر أسر عدد من جنود جيش الاحتلال بعد تسلل أفرادها داخل مستوطنة غلاف غزة.

كما ونشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس صورًا لعملياتها الخاصة والمباغتة داخل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، ولمقاتلين وهم يقودون دراجات نارية لاجتياز السياج الحدودي بين قطاع غزة ومستوطنات غلاف غزة.

إضافة إلى عملية اقتحام قوات النخبة القسامية ثكنة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي لتثبت أنها استطاعت قتل عددٍ من اليهود وخوض اشتباكات بداخلها؛ وبالصور أيضًا أثبتت الفصائل الفلسطينية أسر 4 جنود إسرائيليين واقتيادهم إلى غزة. (المصري اليوم).

السيوف الحديدية رد فعل الكيان الصهيُوني على طوفان الأقصى:

فكان رد فعل الكيان المُحتل الأول على كل هذا؛ البداية بتفعيل إنذارات متتالية في تل أبيب الكبرى ومختلف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، وإعلان حالة تأهب الحرب لمواجهه طوفان الأقصى، مع الاعتراف بأن العملية الفلسطينية المزدوجة بإطلاق الصورايخ والاقتحام على الأرض مفاجأة كبرى، قبل التأكيد بأن ردَّ تل أبيب سيجعل غزة تدفع ثمنًا باهظًا وغاليًا، ومن أجل هذا وافق وزير الدفاع بجيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت على استدعاء جنود الاحتىاط اليهود وفقًا لاحتىاجات الجيش.

كما بدأ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إجراء تقييم فوري للموقف، ثم وافق على خطط لتنفيذ عمليات للجيش بقصفًا يجب أن يكون جنونيًا على قطاع غزة؛ خاصة في ظل معلومات نشرها الكيان المُحتل بأن الهدف الأهم لعملية تسلل فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مستوطنات منطقة “غلاف غزة” كان أخذ أسرى، وربما هو ما جعل رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يقول: إن بلاده تعيش ساعات صعبة منذ أن أعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاق علمية طوفان الأقصى ضد الكيان المُحتل.

بحيث كانت الموجه الأولى بـ 5000 صاروخ أطلقت في 20 دقيقة واستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية بالكيان الصهيُوني، بهدف وضع حدٍّ للانتهاكات الإسرائيلية بحسب بيان فصائل المقاومة الفلسطينية؛ ولأن الفصائل الفلسطينية تعلم جيدًا كيف سيكون رد الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت تعليق الدوام الدراسي في مدارس القطاع، فيما طالب الكيان المُحتل من سكان المستوطنات بالبقاء في منازلهم؛ لأن القادم يبدو أكبر بكثير؛ إذ إن إعلان الكيان الصهيُوني حالة التأهب للحرب لأول مرة منذ سنوات، مع إعلان التعبئة الإحتىاطية واسعة النطاق، وإعلان حالة الطوارئ، لها دلائل لا تخطئها عين وتسمع كل أذن من خلالها طبول حرب مدوية.

وهو ما لم يخفه وزير الدفاع بجيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أخبر الجبهه الداخلية بالكيان الصهيوني بأن استعدوا لقتال طويل الأمد مع الفلسطينيين لم ينتهِ كما انتهت حروب قبله، فالأمر اليوم جلل وبنادق الفلسطينيين وصلت فوق رؤوس اليهود.

وهو ما تجلى في إعلان الكيان الصهيُوني عن إطلاق عملية السيوف الحديدية لكسر رهبة الضربة الأولى من طوفان الأقصى، الذي جاء طوفانًا عسكريًّا كبيرًا، ربما أغرق الكيان الصهيوني بالصدمة والدهشة، لكن الجميع يعلم أن ما ينتظره أهل غزة من حرب لا تبقى ولا تذر، هو الأكثر فزعًا وهو ربما ما حدا بمحمد ضيف الناطق باسم حماس، التوجه لسكان غزة بالقول: كل مَن عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها.

“غلاف غزة” نقطة ضعف الكيان الصهيوني:

في كل حدث يتعلق بغزة يخرج للواجهة مصطلح ويصبح كثير التداول، وهو: “غلاف غزة”، وهو هدف عسكري بالنسبة للغزاويين، لكنه بالنسبة للكيان الصهيوني بات كابوسًا.

وقبل الإمعان في الحديث عنه لا بد في البداية من استعراض تاريخ هذا الغلاف، فوفقًا لكلام التاريخ والجغرافية، فإن قطاع غزة يمتد على مسافة 360 كيلومترًا بطول 41 كيلومترًا وعرض يتراوح مابين 5 – 15 كيلومترًا في المنطقة الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط، وتاريخيًّا كانت هذه 360 كيلومترًا مربع تحت الاحتلال من العام 1967م وحتى عام 1994م، حينما بدأت السلطة الفلسطينية دخوله بموجب اتفاق أوسلو وتطبيق الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.

حيث في الأول من يوليو عام 1994م دخل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أبو عمار قطاع غزة وبدأ الفلسطينيون يسيطرون بالتدريج على المناطق التي يقتنونها في القطاع مع بقاء مستوطنات الاحتلال التي كانت مقامة على أراضي القطاع، لتمر 10 سنوات على هذا الحال المشابه لما هو الوضع بالضفة الغربية، أي: تواجد السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات؛ ليقرر رئيس حكومة الكيان المُحتل بعد نحو 10 أعوام وكان آنذاك المنصب بحوزة أرئيل شارون، طرح خطة الانفصال عن قطاع غزة في 2 فبراير 2004م وشملت الخطة إلغاء المستوطنات فيها والانسحاب بشكل كامل من أراضي القطاع.

وأقر الكنيست الإسرائيلي الخطة بعد عام تقريبًا، وفعلًا تم تطبيق الخطة وخرجت قوات الاحتلال من قطاع غزة وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الإسرائيلي الاستيطاني بقطاع غزة في 12 سبتمبر 2005م، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية إنهاء الحكم العسكري في قطاع غزة.

بعد ذلك أزُيلت جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 25 مستوطنة والتى عرفت فيما بعد باسم: المحررات، وانتهت عملية الإنسحاب وتفكيك المستوطنات وإخلاء المستوطنيين البالغ عددهم 8500 مستوطن في 12 سبتمبر 2005م؛ أنذاك اعتبر ما جرى نصرًا لفصائل المقاومة الفلسطينية، وخلف ذلك مشكلات كثيرة بين الفصائل نفسها سيولد بعدها الانفصال بين القطاع والضفة بعد الخلاف الشهير بين الفصائل.

فكرة غلاف غزة:

لكن سيولد أمرًا آخر، وهو فكرة غلاف غزة الذي أصبح يعرف بأنه المنطقة العازلة التي نشأت على طول الحدود البرية للكيان الصهيُوني مع قطاع غزة.

وهذه المنطقة بالطبع لم تكن فارغة، فقد كانت تضم مستوطنات إسرائيلية أوضيف إليها مستوطنات أخري من تلك التي تم إخراجها من داخل قطاع غزة، لتصبح هذه المستوطنات معًا تسمى غلاف غزة.

وقد ارتفع عدد المستوطنين في غلاف غزة من نحو 42 ألفًا عام 2009م الى نحو 55 ألفًا بعد 10 أعوام، بزيادة قدرها نحو 30% بحسب تقرير سابق لموقع اقتصادي إسرائيلي.

ويتكون غلاف غزة من 3 مجالس إقليمية تابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهي “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومترًا مربعًا ويسكنة أكثر من 13 ألف مستوطن يعيشون في 32 مستوطنة والثاني “مجلس أشكلون” ويقع على مساحة 175 كيلومترًا مربعًا ويعيش فية حوالى 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات والثالث “مجلس شاعر هنيجف” ويمتد لمساحة 180 كيلومترًا مربعًا وفيه 11 مستوطنة ويعيش فية أكثر من 7000 مستوطن.

وعن أبرز هذه المستوطنات فهى كيسوفيم وزيكيم وسديروت إضافة إلى مدن عسقلان وديمونة، وهي من أكثر المناطق التى تستهدفها صورايخ فصائل المقاومة الفلسطينية التي تنطلق من القطاع. (الوطن).

طوفان الأقصى وغلاف غزة:

بالإضافة إلى العملية الأخيرة لفصائل المقاومة التي جرى فيها ما يشبه الغزو من قبل الفصائل لمنطقة غلاف غزة، ومثل هذه العمليات لم تكن تحدث بمثل هذه الضخامة سابقًا، ولطالما كانت تقتصر على عمليات فردية أو بضعه أفراد، وكانت تتم غالبًا من أنفاق يحفرها الغزاويون تحت الأرض؛ لذا عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء جدار أسمنتي تحت الأرض، بطول وعرض كبير على أمل وقف مثل هذه العمليات، لكن فاجئهم الغزاويون هذه المرة بهجومهم الضخم ومن كل مكان، فيما عُدَّ أكبر هجوم على الإطلاق انطلق من قطاع غزة، ودفع ثمنه المستوطنون اليهود بغلاف غزة؛ تلك المنطقة التى شيدت لحماية الكيان الصهيُوني، لكنها تحولت إلى ملعب للغزاويين وذراع تلويه فصائل المقاومة، كلما أرادت ضرب الكيان المُحتل.

والآن وبعد هذه العملية؛ فإن المشاهد الخارجة لهروب المستوطنين من غلاف غزة، سببت رعبًا حتى لأولئك اليهود المقيمين في أقصى الشمال، أي: بعيدًا عن الضربات الخارجة من القطاع بما فيه من خرق أمني واضح وكبير.

وأثبتت عملية حماس فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي عسكريًّا واستخباراتيًّا ومن جميع النواحي، وهو الذي افتخر دومًا بقدرته على منع هجوم فلسطيني كبير كهذا.

والواقع يقول: إن اختراق تحصينات الكيان المُحتل، بات من السهولة بمكان ما يجعل الكيان كله مهددًا، حيث من فعلها مرة سيكون قادرًا على فعلها مرارًا وتكرارًا، هذا والقطاع محاصر ومقطوع عنه غالبية الإمدادات! فكيف سيكون الحال لو فكرت دولة أو حتى ميليشيا كحزب الله اللبناني، بشن ضربة أو هجوم مماثل على الكيان الصهيُوني؟! فحتى الغلاف الذي كانت تعتبره تل أبيب عبارة عن قشرة صلبة تحميها، أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينية أنه قشرة بيض وأنه هش سهل الكسر؛ فكيف حال بقية حدود الكيان الصهيوني؟!

فشل واضح للكيان الصهيوني:

لذا ومن المؤكد؛ فإن ما جرى في غلاف غزة حدث سيكون فارقًا في فكرة الكيان الصهيوني عن أمنه، وهو فشل وصل حتى للسياسة الإسرائيلية برمتها، وهذا الكلام لا يقوله الشامتون في الاحتلال الصهيوني فقط، وإنما خرج من الصحافة الإسرائيلية نفسها التى شهدت بعدساتها وكاميراتها ما اعتبر أكبر خرق أمني في تاريخ الكيان الصهيُوني بعد حرب أكتوبر؛ فهود حَدَثٌ -كما ذكرنا- سيكون له ما بعده من تداعيات.

ردود الفعل الدولية على عملية طوفان الأقصى:

تنوعت المواقف الدولية ما بين مؤيد لحق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي؛ وما بين مؤيد للكيان المُحتل، ومعظمهم من الدول الغربية، وعن أبرز تلك المواقف.

رد الفعل المصري: طالبت مصر عبرَ خارجيّتها بتدخلًا فوريًّا لوقفِ التصعيد وحثت الكيان الصهيُوني على وقفِ الاستفزازات والاعتداءات ضد الفلسطينيين، وبالتزامن مع عملية طوفان الأقصى أطلق شرطي مصري النار على فوج سياحي إسرائيلي نتج عنه مقتل إسرائيليين اثنين ودليلهم المصري وإصابة سائح إسرائيلي بجروح متوسطة نُقل على أثرها إلى المستشفى؛ غضبًا مما رآه تجاه ما يحدث من جرائم الاحتلال في قتل الأطفال والنساء، وقصف المستشفيات في غزة، وذلك في صباح يوم الأحد 8 أكتوبر 2023م، وتحديدًا بمنطقة عمود السواري في الإسكندرية شمالي مصر.

موقف السعودية من عملية طوفان الأقصى: دعت الرياض إلى وقف فوري للتصعيد بين الفلسطينيين والكيان الصهيُوني وحماية المدنيين وضبط النفس، وحذَّرت من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات المُمنهجة ضد مُقدساته.

تمثل الموقف الأمريكي في تأكَيّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أن دعم بلاده للكيان الصهيُوني «صلبٌ كالصَّخر وراسخ»، وزعم الرجل الطاعن في العقد التاسع أن «شعب إسرائيل يتعرَّض لهجوم من منظمةٍ يصفها بالإرهابية (حماس)، وأود أن أقول له وللعالم وللإرهابيين في كل مكان: إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل»، كما رفض أي تدخل دولي في الصراع، وأن العالم كُله يُراقب. ووجَّهت السفارة الأمريكيَّة تنبيهًا أمنيًّا عبر سفارتها في القدس المُحتلَّة، ومنعت موظِّفيها من السفر إلى غزة أو المناطق الواقعة ضمن 7 أميال منها.

روسيا: حثت روسيا على ضبط النفس، وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف إنهم على اتصال مع الجانبين.

الخلاصة:

– إن تجاهل المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني القابع تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وارتكاب الكيان المُحتل أبشع الانتهاكات ضد الفلسطينيين العُزّل؛ قد خلق حالة من الغضب الفلسطيني على هذا الصمت الدولي، ما دفع بفصائل المقاومة الفلسطينية إلى إطلاق عمليتها العسكرية طوفان الأقصى، للرد على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد المدنيين العزل.

– إن استخدام فصائل المقاومة الفلسطينية لتكتيكات عسكرية وقتالية جديدة مختلفه عن سابقاتها، أحدث هلعًا داخل الكيان الصهيوني ما دفع بآلاف اليهود إلى الهروب خارج مستوطنات غلاف غزة، وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية أعدادًا كبيرة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

– تعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية (حماس) ضد الاحتلال الإسرائيلي أكبر عمل عسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 6 أكتوبر عام 1973م.

– رد الكيان الصهيُوني على عملية طوفان الأقصى كان سياسة العقاب الجماعي الهمجية لسكان قطاع غزة؛ إذ تم قطع الماء والكهرباء عن القطاع، وتنفيذ قصف جوي جنوني ضد المدنيين العزل، ما تسبب في سقوط الآلاف من الشهداء الفلسطينين وآلاف الجرحى، وسط تأييد من قِبَل الغرب لهذه الجرائم الصهيونية.

المصادر:

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

المصري اليوم

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية

الوطن

التعليقات مغلقة.