fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

حرب أكتوبر… من إعادة بناء الجيش وحتى الانتصار على إسرائيل والغرب

176

حرب أكتوبر… من إعادة بناء الجيش وحتى الانتصار على إسرائيل والغرب

سنوات ما بعد هزيمة 1956 ونكسة يونيو 1967، كَثَّفت الضغوط على كلِّ مجند مصري وشحنته بمزيد من الحماس والإرادة لاستعادة الكرامة والهيبة، كما جعلت الرغبة في النصر وإعادة تراب الوطن أهداف شديدة الإلحاح، سعت الدولة المصرية وفي مقدمتها الجيش المصري لتحقيقها والاستعداد في ظل عِظَم التحديات؛ ولذلك بدأت القيادة المصرية تحركاتها لتخطي العقبات وتجهيز القوات المسلحة باحتياجاتها لبدء الحرب، رغم قناعة إسرائيل وحلفائها بأن القاهرة أبعد ما تكون عن اتخاذ قرار الحرب وأنها غير مستعدة نفسيًّا أو فنيًّا أو حتى سياسيًّا؛ إلا أن انتصار الجيش المصري في السادس من أكتوبر عام 1973، سطَّرَ آلاف القصص من البطولات والتضحيات والإخلاص في سجلات التاريخ العسكري، ما جعل الجميع يشيد ببراعة الجنود المصريون وتفانيهم في حرب أكتوبر، وتنفيذهم خطط العبور أفضل مما كان متوقع أو مخطط له حتى أصيب الغرب وإسرائيل بالذهول، بعد ما حطَّم الجيش المصري أكذوبة إسرائيل التي لا تُقهر!

النكسة وحرب الاستنزاف:

بعد ما قبلت مصر عام 1955 عرض أمريكا وإنجلترا لتمويل مشروع السد العالي، رفضت واشنطن طلب مصر بشراء أنواع من الأسلحة، فاتجهت مصر لشراء ما تحتاج من الاتحاد السوفيتي، فرفضت أمريكا وإنجلترا تمويل السد العالي، وهنا أعلن جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956 قرار تأميم شركة قناة السويس، فقامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان الثلاثي على مصر، وعام 1966 بعد ما شنت إسرائيل الحرب على سوريا؛ ما دفع لإعلان التعبئة العامة، وحشد الجيش في سيناء لمواجهة الاحتلال بسبب اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا.

وأغلقت مصر مضايق تيران في خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، وتذرعت إسرائيل بأزمة غلق المضايق، وشنت إسرائيل هجوم ضد القوات المصرية في سيناء، وضد القوات الأردنية في الضفة الغربية بالأردن، وضد القوات السورية على هضبة الجولان، وقصفت المطارات المصرية واجتاحت سيناء وقطاع غزة بالقوات البرية وقتلت وأصابت آلاف الجنود المصريين الذين كانوا ينسحبوا دون خطط أو دفاعات جوية تحميهم، والجيش المصري آنذاك كان في مرحلة ضعف بسبب مشاركته في حرب اليمن وغيرها من المعارك التي أنهكته واستنزفت قواته ومعداته؛ إلا أن القاهرة نجحت خلال ثلاث سنوات ونصف -حرب الاستنزاف-، في استنزاف قدرات إسرائيل وكسر حالة التفوق المعنوي التي كان يعيشها بعد نكسة 1967، وجاءت المعركة تلو الأخرى لتذيق الاحتلال مرارة الهزيمة، وتضمنت الحرب ثلاث مراحل رئيسية هي مرحلة الصمود، والمواجهة والدفاع، ومرحلة الردع والحسم، وكان لقوات الصاعقة والبحرية المصرية والضفادع البشرية أدوار هائلة، بجانب نجاحات وأدوار للمقاومة الفلسطينية على الناحية الأردنية مثلما حدث في معركة الكرامة.

وتتمثل أهم مواجهات حرب الاستنزاف في معارك رأس العش وتدمير السفينة الإسرائيلية إيلات، وتفجير ميناء حربي، وقتل عدد من ضباط وجنود إسرائيل، وتفجير حفار إسرائيلي في المحيط الأطلنطي، وفي تلك المعارك، وتحديدًا: “رأس العش” وما تبعها خسرت إسرائيل عشرات الطائرات والدبابات، والمدرعات والزوارق البحرية والعربات النصف مجنزرة، ومركبات محملة بالذخائر ومقتل عشرات الجنود والضباط وفي يونيو عام 1970 نجحت قوات الدفاع الجوي من إسقاط عدة طائرات فانتوم وسكاي هوك الأمريكية، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت حرب الاستنزاف بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بعد قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.

نصر أكتوبر… المآذن العالية “أو الخطة بدر”:

 كانت مصر تواصل بناء الجيش المصري وتسليحه خلال حرب الاستنزاف، واستكمال منظومة الدفاع الجوي، وبناء حائط الصواريخ وتحريكه إلى قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وكذلك إمداد القوات الجوية باحتياجاتها من الطائرات والصواريخ وتدريب الجنود والضباط على خطط الحرب، ويوم 28 سبتمبر عام 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وانتُخب نائبه أنور السادات رئيسا لمصر في 15 أكتوبر 1970، وكان الرئيس السادات يعلن كل عام أنه عام الحسم، وتولي الفريق سعد الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو 1971، وأعد الفريق سعد الدين الشاذلي خطة هجومية واقعية تتوافق مع الإمكانيات المتاحة للقوات المصرية، وهدفها عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، واتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح ما بين 10 و12 كم شرق القناة، واستنزاف إمكانيات الجيش الإسرائيلي وأن تبقى القوات في تلك الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيزها وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض، ونجحت القوات الجوية والبرية والدفاع الجوي يوم السادس من أكتوبر في عبور قناة السويس ونسف خط بارليف، وتحطيم الساتر الترابي، وقصف وتدمير نقاط وتحصينات محددة على مناطق ميليشيات الاحتلال في أراضي سيناء حتى نطاق 15 كيلو متر، وتنفيذ خطة المآذن العالية -الخطة بدر- التي وضعها الفريق سعد الشاذلي في وقت أسرع من المتوقع أو المحدد، وبخسائر قد تكون معدومة، وحقق الجيش المصري نجاح كبير، بتسليح وعتاد أقل من العتاد الإسرائيلي في الكم والكيف، كما نجحت القوات البحرية في فرض حصار بحري على إسرائيل من خلال إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية وعدة عمليات قصف مدفعي.

كيف انتصرت مصر؟

العقيدة والخداع الإستراتيجي:

رغم قوة الجنود المصريين واستعداد الجيش الجيد للحرب ماديًّا وفنيًّا، إلا أن هذه الأسباب لم تكن أسباب النصر الرئيسية أو الوحيدة، فحرب العاشر من رمضان 1973 ضبطت مفاهيم إيمانية، أبرزها: أن النصر بيد الله عز وجل، وهو ما ظهر في عقيدة الجنود بداية من رفضهم الإفطار صباح يوم المعركة -وهو ما أكده الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة: “أنه زار الجنود على الجبهة ليرى ما تحقق على الأرض ووجد الروح المعنوية مرتفعة للغاية، وأوضح أن الغالبية العظمى للجنود في معسكرات الجيش رفضوا الإفطار وأصروا على خوض الحرب وهم صائمون”- بجانب النداء الذي تكرر منذ اللحظة الأولى للعبور: “الله أكبر”، وهي صيحات رفعت من معنوياتهم وشدت أزرهم؛ بالإضافة لخطط الخداع الإستراتيجي، والتي بدأت بسحب المستشارين العسكريين السوفييت من مصر، وتحديد وقت الهجوم المناسب، بناءً على عدة عواملَ منها الموقف العسكري الإسرائيلي، وحالة القوات المصرية والمواصفات الفنية للقناة من ناحية حالة المد والجزر، وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية، وذلك بهدف تحقيق أفضل الظروف للقوات المصرية، وأسوأها للقوات الإسرائيلية.

وتم اختيار شهر أكتوبر 1973 لعدة أسبابٍ، منها: حالة الطقس على كلا الجبهتين: المصرية والسورية، وأن الشمس ستكون خلف ظهور المصريين وتضرب عيون الإسرائيليين مما يُتيح رؤيةً جيدة للمهاجمين على عكس المدافعين، وانشغال إسرائيل بالحملات الانتخابية قبل انتخابات 28 أكتوبر في إسرائيل وبالتالي صعوبة التعبئة العامة –لأن المدنيين هم عناصر احتياطٍ جيش إسرائيل-، كما أن يوم السبت 6 أكتوبر هو يوم عيد الغفران أو كيبور عند إسرائيل، وتتوقف فيه الإذاعة والتلفزيون عن البث، ومن ضمن خطط الخداع الإستراتيجي إخفاء مصر أي علامات للاستعداد للحرب، واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تضمنت إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، ونقل المعدات للجبهة، وإجراءات خداع ميدانية، وإجراءات خداع سيادية، وتأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، وتوفير المعلومات السرية عن القوات الإسرائيلية وتضليلها.

خطة العبور:

الأخذ بالأسباب أحد علامات الإيمان، وهو ما استند عليه قادة الحرب؛ حيث اعتمدت خطة العبور على فتح ثغراتٍ في الساتر الترابي الشرقي لإنشاء رؤوس الجسور، وتسهيل عبور المشاة والمعدات والمركبات باستخدام فكرةٍ بسيطةٍ، ولكنها فعالة، وللتغلب على نيران النابالم خُطِّط لسد فتحات أنابيب المواد المشتعلة قبل بدء العبور بمادة قوية سريعة التصلب، مع قصف خزاناتها بالمدفعية، ولتدعيم المشاة العابرة إلى الضفة الشرقية بالذخيرة والمؤن، تم تغيير الشدات الميدانية لجنود المشاة لتسمح بحمل أوزانٍ تصل إلى ثلاثين كيلوجرامًا، وبحيث تسمحُ للجندي بالتحرك بسهولة داخل أرض المعركة، وتم إمدادهم بعربات جر يدوي يمكنها حمل مائةٍ وخمسين كيلوجرام من الذخيرة والمعدات، ويمكن جرها بواسطة فردين، كما زُودوا بنظاراتٍ مُعتمةٍ يُمكن ارتداؤها لمواجهة الأضواء؛ بالإضافة إلى سلالم الحبال المستخدمة في البحرية المصنوعة من درجاتٍ خشبيةٍ وأجنابٍ من الحبال مما يسهل طيه وحمله، ويمنع غوص أرجل الجنود وعرباتهم في رمال الساتر الترابي.

تكاتف الشعب:

كان لتكاتف المدنيين المصريين مع الشرطة والقوات المسلحة دور كبير في تصديهم للعدو في السويس والإسماعيلية، ومنع الاحتلال من استغلال ثغرة الدفرسوار والعبور إلى القاهرة، وتمكن المواطنون من المساعدة في تدمير عدد هائل من الدبابات والمدرعات، وكما أظهرت حرب أكتوبر بسالة وقوة الجندي المصري على الجبهات؛ فإنها أيضًا أظهرت أخلاق الشعب المصري، ووفقًا لوثائق الحرب وسجلات الأمن العام عدم تسجيل أي بلاغات أو محاضر أو جرائم سرقة ارتكبت خلال أيام الحرب، وبحسب الأرقام التي نشرتها المجموعة 73 مؤرخين، والمهتمة بتوثيق كل ما يخص حرب أكتوبر، فإن الجرائم الجنائية قد اختفت مع الطلقة الأولى لحرب أكتوبر، حيث إن وزارة الداخلية وقتها لم تتلقَّ أي إخطارات أو بلاغات تمثِّل مصدر خطورة.

وقال اللواء طيار فاروق عليش، قائد لواء السوخوي في حرب أكتوبر تحت عنوان: “الحرامية من الشرفاء في حرب أكتوبر”: “عندما علمت خلال الحرب أن معدل الجريمة والسرقات في مصر وصل إلى صفر شعرت بالفخر بتلك الفئة الخاطئة في المجتمع المصري، وهي فئة النشالين والحرامية التي ليس له مصدر دخل إلا السرقة، وأهله وأبناؤه يأكلون من المال الذي يسرقه، وعلاج أولاده وأمه وزوجته معتمد على دخله من السرقة، وعندما يتفق جميع النشالين في وقتٍ واحدٍ ودون اتفاق على وقف مصدر دخلهم طواعية ودون ضغط، ودون تأمين أي مصدر آخر للدخل لإحساسهم بالوطنية وحب الوطن، وأنهم ليسوا أقل وطنية من الجنود التي تقاتل على الجبهة؛ فهذا أمر يجب أن يحترمه الجميع”.

وقال الدكتور عبد الفتاح درويش: إن القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية آنذاك لم تنشغل بوقوع جرائم خلال أيام الحرب. مضيفًا: إن الأعمال الأدبية التي أرَّخت لتلك الفترة سجَّلت توقف المطاريد في جبال الصعيد لأعمالهم واستعدادهم للمشاركة والتطوع في الحرب ضد العدو الغاشم، مؤكدًا: أن الشعب المصري لم يرسب ولو لمرة في الاختبارات الحقيقية التي مَرَّ بها، وأثبت قدرته على مواجهة الأزمات والتعامل مع المواقف الصعبة من خلال الممارسة العملية لا الكلامية.

وقال الدكتور عمرو سالم، مدرس علم النفس الإرشادي: إن الحس الوطني لدى المصريين حضر بقوة وقت الحرب، والجميع غيَّب مصالحه الشخصية من أجل المصلحة العامة، وأن الأسر المصرية آنذاك اقتسمت لقمة العيش، وضربت أروع الأمثلة في الإيثار والتكافل؛ خاصة في مدن القنال خاصة، وأن أغلب ميزانية الدولة المصرية في تلك الفترة كانت تذهب للإنفاق على الحرب، وتجهيز الجيش المصري لتحرير الوطن.

الأطقم الطبية:

كانت الأطقم الطبية عنصر مهم في نصر أكتوبر 1973، وأكدت عدة شهادات الأدوار البطولية للفرق الطبية في ملحمة النصر، ونجاح المستشفيات في تقديم الخدمات للمصابين والجرحى العسكريين بجانب تقديم الخدمات الطبية للمرضى من المدنيين، وتوفير جميع الخدمات الطبية ومستشفيات الطوارئ بأطقم طبية كاملة خاصةً في عمليات الإنقاذ السريع على مدار فترة الحرب، بجانب حملات التبرع بالدم في جميع المستشفيات، بجهود من عدة هيئات، أبرزها: الهلال الأحمر المصري، كما كانت تعمل مستشفيات مدن القناة في ظل ظروف صعبة تحت القصف ونيران المدفعية، ومع الحصار تم تخصيص نصف لتر فقط من المياه يوميًّا بجانب انقطاع التيار كهربائي، ووصلت من القاهرة وعدة محافظات مئات الأطقم الطبية للعمل خلف الجنود، وفي مدن القناة رغم المعوقات، وكانت جميع الأطقم تعمل في الدور الأرضي خوفًا من القصف.

دور العرب:

كانت للدول العربية أدوار كبيرة في دعم مصر أثناء الحرب، وعدَّد  الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة أدوار العرب في دعم مصر من خلال مذكراته إبان حرب أكتوبر، مؤكدًا أن 12 دولة عربية قدَّمت الدعم لمصر في مواجهة الاحتلال، موضحًا: أن المملكة العربية السعودية كان لها دور قوي أثناء الحرب وتبرعت بـ200 مليون دولار لمصر وحظرت صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء السادات بالملك فيصل في السعودية في شهر أغسطس 1973؛ مما تسبب في أزمة طاقة طاحنة في الغرب، وأنشأت جسرًا جويًّا، وشاركت بـ20 ألف جندي لسوريا، ودعمت الجزائر شراء الأسلحة من الاتحاد السوفيتي، ووضع الرئيس الجزائري هواري بومدين 200 مليون دولار للسوفييت لحساب مصر وسوريا بمعدل 100 مليون لكل بلد ثمنًا لأي قطع ذخيرة أو سلاح يحتاج لها البلدان، كما أرسل هواري بومدين إلى مصر سرب طائرات سوخوي 7 وسرب طائرات ميج 17 وسرب ميج 21 وصلت في أيام 9 و10 و11 أكتوبر فيما وصل إلى مصر لواء جزائري مدرع في 17 أكتوبر 1973، كما دعمت العراق مصر وسوريا بأكبر عدد من القوات، وأرسلت العراق إلى مصر سربان من طائرات “هوكر هنتر” في نهاية مارس 1973.

وبلغ مجموعات الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، اشتركت جميعها في حرب أكتوبر، وساندت ليبيا مصر بسربي طائرات ميراج، أحدهما: يقوده طيارون ليبيون، والآخر: يقوده طيارون مصريون، بجانب لواء مدرع، كما شاركت قوات ليبية مختلفة في دعم مصر، وساهت ليبيا في دعم البحرية المصرية بمعدات، وأجهزة رادار بحرية وأجهزة إلكترونية بحرية، كما قامت بشراء القوارب المطاطية التي عبر بها الجنود المصريون قناة السويس من إيطاليا، ودشن الشعب المغربي حملة للتبرع بالدم للجيشين: المصري والسوري، وهذه الحملة تكررت في عدة دول عربية.

إسرائيل… خسائر واستغاثة:

استمرت حرب أكتوبر 1973 بين يومي: 6 أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر، ومنذ اليوم الأول للحرب استغاثت إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية وطالبتها بالدعم التقني واللوجستي وبالأسلحة الجوية، ومدرعات، والدبابات، وبعدها رفعت دول الخليج أسعار النفط وخفضت الإنتاج، وبعدها حظرت النفط عن إسرائيل والغرب، وأكدت الوثائق الإسرائيلية التي أفرج عنها الأرشيف الإسرائيلي مقتل ما يقرب من 3 آلاف جندي إسرائيلي؛ بالإضافة لآلاف المصابين والأسرى.

الخلاصة:

تظل جهود مصر بكل رجالها من الجيش والشرطة، وطوائف الشعب بداية من حرب الاستنزاف وتكبيد العدو مزيد من الخسائر، وكسر فرحة هزيمة 1967، تزامنًا مع بناء الجيش المصري وتزويده باحتياجاته لشن حرب لاسترداد سيناء واستعادة هيبة الجيش المصري وأراضي سيناء، محل احترام وتقدير؛ ليس فقط بين المصريين، ولكن أمام أعين العالم التي رصدت تفوق الجيش المصري على العدو المتغطرس رغم الدعم الأمريكي غير المحدود، كما أن كفاءة الجنود وتضحياتهم وبذل أرواحهم، يجب أن تظل في وجدان كل مصري وعربي ومسلم، مصدر فخر واعتزاز، بعد نصر أكتوبر 1973 على إسرائيل وحلفائها وهزيمة كثير من العقبات على مدار سنوات وحتى انطلاق الحرب، ولعل أبرز أسباب النصر تمثلت في عقيدة المصريين وإيمانهم بنصر الله بعد أخذهم بالأسباب، وتكاتفهم في مواجهة العقبات والتضحيات.

المصادر:

الهيئة العامة للاستعلامات- حرب أكتوبر . . كما يراها العالم- 5 أكتوبر 2016.

بي بي سي- حرب أكتوبر وتبعاتها في ذكراها الـ 46- 6 أكتوبر 2019.

الجزيرة- 6 أكتوبر.. رابع الحروب العربية الإسرائيلية- 5 أكتوبر 2022.

يوتيوب- قناة “الجزيرة “- سري للغاية | اليوم السابع… اللمسات الأخيرة في الإعداد لحرب أكتوبر (ج1)- 4 أغسطس 2008.

يوتيوب- قناة “الجزيرة “- سري للغاية | اليوم السابع .. الاكتساح المصري للجيش الإسرائيلي في سيناء (ج2)-  5 أغسطس 2008.

يوتيوب- قناة “وزارة الدفاع المصرية”- حرب أكتوبر 1973 بعيون صناع النصر- 5أكتوبر 2017.

يوتيوب- قناة “وزارة الدفاع المصرية”- حرب أكتوبر 1973 بعيون إسرائيلية- 3 أكتوبر 2016,

بي بي سي- حرب أكتوبر 73: واشنطن ولندن صُدمتا بجرأة العرب على حظر النفط بعد تدفق الأسلحة الأمريكية على إسرائيل- 5 أكتوبر 2022.

الجزيرة- حرب أكتوبر.. يومَ اتحد العرب ضد إسرائيل- 15 أكتوبر 2019.

بي بي سي- حرب أكتوبر: تصريحات نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين حول “النصر” في 1973 تثير جدلا- 9 أكتوبر 2020.

الأهرام- دور الدول العربية في نصر أكتوبر المجيد- 27 سبتمبر 2023.

الجزيرة- حرب الاستنزاف.. الإنهاك دون الحسم- 31 يناير 2016.

صدى البلد-ننشر أهم العمليات العسكرية للجيش المصري ضد إسرائيل من 67 لـ الاستنزاف- 7 أكتوبر 2021.

الفتح- ملف | 50 عامًا على نصر أكتوبر- 8 أكتوبر 2023.

التعليقات مغلقة.