fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

رحلة تسليح الجيش المصري بين التصنيع المحلي وشراء أقوى العتاد من الخارج

97

رحلة تسليح الجيش المصري بين التصنيع المحلي وشراء أقوى العتاد من الخارج

لطالما كانت مصر دولة عتيدة ومانعة، وتميز جيشها دائمًا بالقوة والبأس، ورغم ما مرَّ على القاهرة من مراحل سبات في التسليح والتقدم الحربي بسبب أزمات وحروب خاضتها للذود عن نفسها أو للدفاع عن إخوانها العرب، كان قدر مصر دائمًا أن تعود إلى ريادتها؛ سواء في قوة جيشها وتسليحه إما بشراء السلاح أو تصنيعه محليًّا، فمصر بعد عدة حروب شاركت أو كانت طرفًا رئيسيًّا فيها، استُنزفت ماليًّا وبشريًّا ومعنويًّا؛ ولذا في هذا التقرير سنوجه الضوء على جهود الجيش المصري للنهوض من حالة السبات وتحركاته داخليًّا وخارجيًّا للتغلب على معوقات امتلاك أحدث أنظمة التسليح، بداية من الرفض الأمريكي لإمداده بالأنظمة والأسلحة الحديثة، والضغوط الدولية والظروف الإقليمية، ونوضح طفرة تسليح الجيش المصري في السنوات الأخيرة، وإعادة مصانع الحربية المصرية إلى طليعة الإنتاج الحربي العالمي، ليُصبح الجيش المصري أقوى تاسع جيوش العالم، وأقوى جيش في المنطقة العربية والإفريقية والشرق الأوسط، والدولة الوحيدة التي استطاعت بناء منظومة تسليح منوعة ومتطورة جوًّا وبرًّا وبحرًا.

الغفوة والسبات:

شارك الجيش المصري في عدة حروب في تاريخه الحديث، وتحديدًا منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948 وحتى حرب أكتوبر عام 1973 -حرب 48، والعدوان الثلاثي، وحرب الكونغو، وحرب اليمن، والنكسة والاستنزاف، وحرب أكتوبر، ومشاركة قوات مصرية في حرب الخليج الثانية (العراق والكويت) لتحرير الكويت من أيدي القوات العراقية-؛ كل هذه الحروب أنهكت الجيش المصري وعطلته عن تطوير قواته وعتاده، ولم يشهد الجيش المصري أي طفرة كبيرة على مستوى التسليح أو التصنيع العسكري طول تلك العقود ومنذ حرب 48 وحتى الثمانينيات، أقدمت مصر على عدة محاولات لدخول عالم الإنتاج العسكري المتطور ، إلا أن هذه التحركات لم يُكتب لها الاكتمال حتى بعد نجاحها مثل محاولات إنتاج مصر والعراق والأرجنتين صواريخ باليستية، أو جهود القاهرة لتصنيع مقاتلة جوية وغيرها من الخطوات التي توقفت في مراحلها النهائية بسبب عرقلة الغرب لها، أو لأسباب اقتصادية وفنية وتكنولوجية، وبالرغم من وجود عشرات المصانع والآلات والهيئات الموجود في مصر منذ السبعينيات والثمانينيات من أجل التصنيع العسكري، إلا أن هذه المصانع طوال عقود اكتفت بالصناعات التقليدية، مثل: الذخائر والأسلحة الخفيفة، ولم تبدأ مرحلة الأزدهار وطفرة التسليح والتصنيع العسكري للجيش المصري إلا عام 2014.

رحلة التصنيع العسكري:

خرج الجيش المصري بعد عام 48 منهكًا من خسارة الحرب من الضعف التنظيمي والتكتيكي ونقص التسليح في ظل الاستعمار؛ ولذلك أعدت مصر بعد هزيمة 48 أضخم مشروع في تاريخها لإنتاج سلاحها محليًّا بموافقة بريطانية وأمريكية، ووفقًا لوثائق بريطانية نشرتها بي بي سي، فإن وزارة الحربية المصرية أعدت مشروعًا ضخمًا شمل إنشاء مصانع لإنتاج الطائرات المقاتلة والذخيرة والأسلحة، وجاء مشروع التسليح المصري بعد أقل من ثلاثة شهور من انتهاء الحرب في فلسطين، وشكلت الحكومة لجنة لتوفير احتياجات الجيش من الأسلحة ومُنحت اللجنة صلاحيات هائلة دون رقابة لتوفير الأسلحة بأي طريقة في ظل قرار مجلس الأمن الدولي بحظر بيع الأسلحة للعرب، وتحديدًا بعد رفض بريطانيا تزويد الجيش المصري بطائرات مقاتلة ومعدات وقطع غيار عسكرية، قررت القاهرة في يوليو 1949 إنشاء مصنع محلي لتصنيع الطائرات لإنتاج 50 طائرة مقاتلة سنويًّا، واتصلت الحكومة المصرية بمؤسسة هوكيرز سيدلي لتصنيع الطائرات الحربية البريطانية بشأن المشروع وإدارة المصنع وتجهيزه وتصميمه وإمداداه بالأدوات، ودفع كل التكاليف ورسوم إضافية للشركة مقابل جهودها، كما قدمت مصر العديد من المقترحات من أجل قبول الشركة للطلب التي كانت بدورها تنتظر موافقة بريطانيا بسبب الحظر الغربي، تزامنًا مع كسر شركات إيطالية وأوروبية للحظر، وتقديم عروض بيع طائرات مقاتلة للجيش المصري دون الحديث عن التسليح المحلي.

وتكلل سعي الجيش المصري في هذه الفترة بإنشاء مصنعين لإنتاج الذخيرة والأسلحة الصغيرة والبنادق الآلية، واتصلت مصر بشركة وولوورث تطلب إنشاء مصنع ذخيرة تشمل قنابل يدوية، ومعدات مضادة للدبابات، وبنادق صغيرة ومتوسطة الحجم، وذخيرة مضادة للطائرات؛ فضلًا عن معدات اتصالات متطورة، كما دعت مصر شركة فيكرز – أرمسترونغ إلى تقديم عرض لتوريد إمدادات لمصنع يُصنِّع أسلحة صغيرة وبنادق آلية، واستوردت بالفعل آلات لهذا الغرض من شركات سويسرية وإيطالية، وبالفعل أنتجت مصر أنواعًا من الأسلحة، منها: المدافع الصغيرة المضادة للدبابات، وتوقف الأمر عند هذا الحد، ورفضت الشركات البريطانية وغيرها من الشركات الغربية فكرة مصانع إنتاج محركات الطائرات والمقاتلات والأسلحة الثقيلة، وتحججت بعدم توافر المواد الخام وغيرها من الشروط؛ إلا أن استخبارات الغرب وجدت طموح مصر كبير ويهدد مصالحها، وانتهت المفاوضات تقريبًا بعد ثورة يوليو 1952 بعداء بين نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبريطانيا، وخلال عامي: 1967 و1973، أثرَّت الحروب العربية الإسرائيلية على نمو الصناعات العسكرية المصرية، وفي الثمانينيات شهد تسليح الجيش المصري توسعًا آخر يريد الاعتماد على الغرب بعد معاهدة السلام عام 1979، والتمويل المنتظر من المساعدات الأمريكية لمصر، وآنذاك كانت مصر منتجًا للسلاح الصغير والمتوسط وفي التسعينيات دخلت مصر صناعة السلاح الثقيل بفضل مصانع الهيئة العربية للتصنيع، وانتقلت إلى مرحلة تصميم أنظمة السلاح وتطوير الإنتاج الذاتي بعد عام 2000، وخاصةً السنوات التي تلت العام 2014.

المصانع والأسلحة:

أنشئت الهيئة العربية للتصنيع بالقاهرة عام 1975، من أجل الانخراط في تكنولوجيا التصنيع العسكري بشكل قوي وكبير، بتعاون بين مصر وقطر والسعودية والإمارات؛ لبناء قاعدة تصنيع دفاع عسكري مشتركة، وفي عام 1993 تنازلت السعودية والإمارات عن أسهمها في الهيئة إلى مصر فصارت الهيئة مملوكة بالكامل للقاهرة، وتمتلك الهيئة بالكامل 9 شركات منهم: الشركة العربية البريطانية للمحركات، والشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية، والشركة العربية الأمريكية للسيارات، ومركز بحوث الطيران والمعهد العربي للتكنولوجيا المتقدمة، كما تمتلك 12 مصنعًا؛ مصنع 300 الحربي، ومصنع الطائرات، ومصنع المحركات، ومصنع الإلكترونيات، ومصنع صقر للصناعات المتطورة، ومصنع قادر للصناعات المتطورة، ومصنع حلوان للصناعات المتطورة، ومصنع سيماف، ومصنع أخشاب أبو زعبل (أتيكو)، ومصنع السماد العضوي.

وتعد وزارة الإنتاج الحربي المسؤولة عن إدارة وتطوير وتشغيل المصانع الحربية في مصر، وتمتلك الوزارة عدة شركات ومصانع هي خاضعة في الأصل للصناعات العسكرية بجانب إمداد الصناعات المدنية بما تحتاج، وهذه الشركات والمصانع كالآتي: “أبو زعبل للصناعات الهندسية، والمعصرة للصناعات الهندسية، والمعادي للصناعات الهندسية، وحلوان للصناعات الهندسية، وحلوان للأجهزة المعدنية، وحلوان للآلات والمعدات، وحلوان لمحركات الديزل، وشركة شبرا للصناعات الهندسية، وأبو زعبل للكيماويات المتخصصة، وقها للصناعات الكيميائية، وهليوبوليس للصناعات الكيميائية، وبنها للصناعات الإلكترونية، وحلوان للمسبوكات، وحلوان للصناعات الغير حديدية، والمعهد الفني للصناعات المتطورة، والمدرسة الفنية للتعليم المزدوج، مركز نظم المعلومات والحواسب، ومركز التميز العلمي والتكنولوجي، والمركز الطبي بحلوان”.

إنتاج مصر من السلاح:

تنتج مصانع الهيئة العربية للتصينع، ومصانع وزارة الإنتاج الحربي القذائف والصواريخ، وأجزاء من محركات الطائرات والمصفحات الناقلة للأفراد، والإلكترونيات والرادارات، وصناعة الاتصالات، وتجميع الطائرات والمروحيات القتالية، ومحركات الطائرات المروحية، وقذائف مضادة للدبابات وإنتاج سيارات جيب، وتصمم وتصنع العربات المدرعة “فهد”، والعربات العسكرية “جيب”؛ إضافة إلى أنظمة صواريخ وطائرات تدريب متنوعة، ومدافع هاون وسترات، ونظم فتح الثغرات والألغام، وقاذفات أرضية، وأنظمة تسليح فردية، ودبابات وصواريخ جوية ومركبات وعربات مدرعة، وذخائر وأسلحة المشاة الخفيفة، وهو ما ظهر جليًّا في معرض إيديكس للصناعات الدفاعية الذي يقام في مصر منذ 6 سنوات، آخرها العام الحالي 2023 الذي قدم العديد من الأسلحة المصرية الثقيلة، مثل: الفرقاطة الجبار والفرقاطة MEKO A200، وراجمة الصواريخ رعد 200، وقنابل جوية تتراوح أوزانها ما بين 500 إلى 2000 رطل، ومسدسات حلوان والبندقية الآلية كلاشينكوف بشكلها ومزاياها المتطورة، ومجموعة من طائرات التدريب “ka 8” الصينية، والمدرعة “فهد”، وعائلة مدرعات “تمساح” متعددة الفئات، وتصنيع دبابات أبرامز الأمريكية بنسبة تتخطى 90%، والرادارات ثلاثية الأبعاد للإنذار المبكر بمدى 450 كيلومتر، والرشاشات المتعددة التي تطلق 900 طلقة في الدقيقة، والمسيِّرات القتالية من طراز، nut تصل سرعتها إلى 218 كم في الساعة.

صفقات السلاح:

بدأ عام 2014 على وجه التحديد بإبرام عشرات الاتفاقيات العسكرية بين مصر وكلٍّ من: روسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليًّا وكوريا الشمالية والجنوبية، والملحوظ أن تحركات مصر منذ هذا العام تميزت بالتنوع بين الشرق والغرب، وعدم الاعتماد على طرف واحد أو تكنولوجيا واحدة، استطاعت مصر من خلالها استيراد عشرات القطع المتطورة من المقاتلات الحربية والصواريخ، وأجهزة الدفاع الجوي والرادارات والسفن الحربية، وحاملات الطائرات والفرقاطات، والغواصات، والدبابات والمدرعات، كما نجحت القاهرة من هذه المعاهدات إدخال تكنولوجيا الدول السبعة سالفة الذكر في مصانع الإنتاج الحربي والكلية الحربية لتطويرها، ومثال على استفادة مصر من هذه الخطوة نجاح مصر في إنتاج دبابات إبرامز الأمريكية بنسبة 90% محليًّا بعد ما كانت النسبة 40% فقط، كما نجحت مصر في إنتاج صواريخ باليستية روسية وكورية شمالية، وكذلك إنتاج دبابات من طراز كوري جنوبي ولكن بإدخال تحديثات مصرية عليها بالاتفاق مع كوريا الجنوبية، ونجحت القاهرة في إنتاج سفن وفرقاطات حربية بحرية ظهرت في معرض إيديكس للصناعات الدفاعية 2023، كما صنعت مصر طائرات التدريب “ka 8” الصينية وغيرها الكثير.

عتاد متطور:

وفقًا لـ”معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” (SIPRI) -وهو مؤسسة بحثية سويدسة- فإن مصر باتت ثالث أكبر مستورد للسلاح عام 2020؛ بعد السعودية والهند، وواردات مصر من الأسلحة زادت بنسبة 136% منذ عام 2014، وأن القاهرة أنفقت ما يقرب من 44 مليار دولار على شراء السلاح جاء جميعها من روسيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا كالآتي:

– أبرمت مصر عدة صفقات تسليح من روسيا منذ عام 2014، ووفق تقرير “معهد ستوكهولم الدولي” زادت مشتريات السلاح المصري من روسيا بحوالي 430% منذ عام 2014 وحتى عام 2020، بدأت واردات السلاح الروسي إلى مصر بسفينة الصواريخ “آر_32” التي كانت هدية من موسكو للقاهرة عام 2016 ضمن مشروع البرق الروسي، واشترت القاهرة 50 مقاتلة روسية طراز ميج 35 تحمل صواريخ موجهة -جو جو وجو أرض-، و50 مروحية حربية من طراز “كاـ52″، الملقبة بـ”التمساح”، وطائرات ميج 29، وطائرات عمودية من نوع إم آي 35، وأنواع ذخائر أخرى، وشراء منظومتي الدفاع الجوي “تور أم 2″، و”بوك إم 2” الروسيتين، وزودت روسيا مصر بمنظومة “أنتاي – 2500” للدفاع، وهي نسخة مطورة من منظومة “أس – 300 في 4” للصواريخ المضادة للجو بعيدة المدى والتي تصل إلى 400 كيلومتر، و500 دبابة تي 90، مع الاتفاق على تجميع الدبابة محليًّا في مصر، ومروحيات “مي-24” الهجومية، وطائرات “إيل-76″، ومنظومات “باستيون” الساحلية، و20 مقاتلة “سوخوي-35″، تسلمت منها مصر 5 بالفعل في فبراير 2021، وزوارق صواريخ وقاذفات آر بي جي، وصواريخ للمقاتلات: S-300 وميج 35 وسوخوي 35.

– اشترت مصر من فرنسا 54 مقاتلة رافال وفرقاطات “غوويند”، بمبلغ وصل إلى حوالي 10،3 مليارات دولار، وهو ما جعل القاهرة أكبر ثاني دولة في العالم تمتلك أسطولًا من طائرات الرافال المقاتلة بعد فرنسا، كما ساعدت فرنسا في تحسين طائرات ميراج 2000 وميراج 5 الموجودة لدى مصر.

– اشترت مصر من ألمانيا أسلحة جوية و4 غواصات، وحاملات المروحيات “ميسترال”.

– اشترت القاهرة 4 فرقاطات “فريم” و20 سفينة مهام متعددة ساحلية، و24 مقاتلة يوروفايتر تايفون و24 طائرة إيرماكي إم-346 للقتال الخفيف والتدريب، وقمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري، بما يتراوح ما بين 10-12 مليار دولار.

– ومن أمريكا اشترت مصر طائرات نقل عملاقة من طراز سي-130 وأنظمة رادارات، وصفقة مروحيات شينوك 47-إف في صفقتين بلغتا أكثر من 5 مليار دولار.

– أبرمت مصر صفقة على عدد من الطائرات المقاتلة الصينية، وأبرزها: طائرة جي – 31 المقاتلة.

جلوبال فاير باور:

صنف موقع “جلوبال فاير باور” المختص بقوة جيوش دول العالم القاهرة التاسع عالميًّا كأقوى جيوش المنطقة العربية والقارة الإفريقية والشرق الأوسط عام 2020، متفوقًا على إيران وتركيا والاحتلال الاسرائيلي، وجاء ترتيب أقوى عشر جيوش في العالم كالتالي: “أولًا أمريكا ثم روسيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا وبريطانيا ومصر والبرازيل”، وتغير ترتيب مصر من المركز الـ9 إلى المركز الـ13، بعد تقدم دول، مثل: تركيا وباكستان في الترتيب، وللعلم فإن الموقع المختص لا يضيف القوة النووية لمعايير الترتيب، ويعتمد “جلوبال فاير باور” في تقييمه لقوة جيوش العالم على أكثر من 50 معيار، أهمها: الجوانب العسكرية والاقتصادية واللوجستية والجغرافية، وتعداد قواته البرية والبحرية والجوية وتسليحها، بالإضافة إلى معايير أخرى تتمثل في الموارد اللوجستية والمالية، وأكد التقييم أن قوة الجيش المصري ترتكز على قوته البرية، حيث يبلغ تعداد الجيش المصري 920 ألف جندي، منهم 440 ألف جندي عامل نشط، بجانب قوة سلاح الدبابات، وعدد العربات المدرعة وقطع المدفعية وقواعد الصواريخ، وحل الجيش المصري في المركز الرابع عالميا، في قوة الدبابات، والسادس عالميًّا في العربات المدرعة، والسادس عالميًّا في المدفعية الذاتية، وأوضح الموقع أن تقييم القوة البحرية للجيش المصري مرتفع في قوة الألغام البحرية التي جاءت بالمركز الثاني عالميًّا، بينما حصلت مصر على المركز الثالث عالميًّا في تقييم حاملات الطائرات، وحصد الجيش المصري نقاطًا مرتفعة في قوة قواعد الصواريخ، التي حلت كذلك بالمرتبة السادسة عالميًّا.

قدرات الجيش المصري:

– يمتلك الجيش المصري في قواته البرية 5 آلاف دبابة و16 ألف مدرعة، وأكثر من 1165 مدفعًا ذاتي الحركة، و2200 مدفع ميداني، و1235 راجمة صواريخ، ومنصات إطلاق ورادارات وذخيرة بأنواعها، وألوية متخصصة في الحرب الإلكترونية.

– القوات الجوية لديها أكثر من 1130 طائرة حربية مقاتلة دفاعية وهجومية وللنقل العسكري، بينها الميج والسوخوي الروسية والـ إف 16 الأمريكية، والرافال الفرنسية والتايفون الإيطالية، و270 مقاتلة مروحية من طراز أباتشي الأمريكية.

– لدى الجيش المصري 83 مطارًا عسكريًّا صالحًا للخدمة.

– يمتلك الأسطول البحري للجيش المصري أكثر من 320 قطعة بحرية تضم حاملتي مروحيات و8 غواصات و9 فرقاطات، و7 كورفيتات و50 سفينة دورية، و23 كاسحة ألغام وطوربيدات وزوارق وقوات إنزال بحري وصواريخ متنوعة الكيف والكم.

– ميزانية الدفاع في الجيش المصري 10 مليارات دولار ولدى مصر احتياطي من العملات الأجنبية والذهب يساوي 35 مليارًا و890 مليون دولار.

– لدى الجيش المصري 3 قواعد عسكرية عملاقة تضم كلٌّ منها مساحات شاسعة من ميادين الحرب والقتال، وبها ألوية متخصصة برية وبحرية وجوية، كما يوجد موانئ وميادين تدريب ورماية وقاعات مؤتمرات وسكن للضباط والجنود، وكل أنواع السلاح الخفيف والثقيل لحماية حدود مصر الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية، والبحرين الأحمر والمتوسط، وقناة السويس، وهي قاعدة محمد نجيب في محافظة مطروح، وقاعدة برنيس جنوب البحر الأحمر، وقاعدة 3 يوليو غرب محافظة مرسى مطروح.

نقاط قوة الجيش المصري:

– أول نقاط قوة الجيش المصري تنوع أسلحته ما بين الأمريكي والروسي والكوري الشمالي والألماني والإيطالي والفرنسي، وهو ما لا يملكه جيش غيره تقريبًا.

– تعدد مصادر التسليح ما بين شراء احتياجات الجيش من أحد أقوى الجيوش عالميًّا، وعلى رأسه: روسيا، بجانب التسليح الداخلي داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع.

– عدد القوة العاملة من ضباط ومقاتلين تقترب من نصف مليون بجانب أكثر من 800 ألف من جنود الاحتياط، بجانب آلاف العاملين في مصانع التسليح.

– تصنع القاهرة بنفسها الأسلحة الرئيسية للجيش المصري وخاصةً الدبابات والمدرعات والمدافع الذاتية، والذخيرة بأنواعها.

– لدى الجيش المصري أحدث الأسلحة تقريبًا في كل قطاعاته بداية من المقاتلات الجوية الهجومية والدفاعية.

– باتت مصر تمتلك جزءًا كبيرًا من تكنولوجيا تصنيع عدد من الأسلحة الأساسية والحديثة بفضل اتفاقيات تصنيع التكنولوجيا الخارجية بالمصانع الحربية، مثل المعاهدات المصرية الألمانية على صناعة الفرقاطات الألمانية بالداخل، وتمخض الاتفاق عن إنتاج الفرقاطة المصرية الجبار، وتكرر هذا الاتفاق مع أمريكا، وبات الجيش يصنع الدبابة أبرامز الأمريكية محليًّا بنسبة أكثر من 95%، وذلك ما حدث أيضًا مع روسيا وكوريا الشمالية قديمًا وحديثًا، وظهر ذلك في تصنيع الصواريخ الباليستية والذخيرة، وأنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة الخفيفة، وغيرها.

الخلاصة:

مرت رحلة الجيش المصري عبر تاريخه المعاصر، وتحديدًا منذ نهاية عصر الملكية وبداية الجمهورية بالعديد من الصعوبات والمحاولات المتتالية من أجل بناء جيش قوي يمتلك كل مقومات التقدم والبأس والمنعة، ويبني بيد أبنائه سلاحه وعتاده، ولا يقف منتظرًا موافقة الشرق والغرب على إعطائه بعض القطع من ترسانتهم العسكرية، ونحن في هذا التقرير لا نقر بأن الجيش المصري بات يقدر على الاكتفاء الذاتي لتسليح نفسه وصناعة آلاته الدفاعية والهجومية وحده، فلم يصل بعد أحد إلى هذه المرحلة، وحتى أمريكا وروسيا والصين وهم أكبر القوى العسكرية في العالم لا يستطيعوا الاستغناء عن غيرهم في صناعة السلاح حتى وإن كان أغلب سلاحهم يُنتج محليًّا، ولكننا نوقن اليوم أن الجيش المصري بات أحد القلاع الكبيرة في عالم التصنيع الحربي، كما أصبح يمتلك قوى ضاربة ترهب كل طامع وطامح في ثروات القاهرة أو مقدراتها، وهو ما أمسى يزعج الكثيرين ممن يكرهون لمصر العزة والاستطاعة والقدرة، وقد أوضحنا في هذا التقرير نقاط قوة الجيش المصري ورحلة تطوره عبر السنوات الماضية.

المصادر:

دويتش فيله- تفوق الجيش المصري إقليميًّا.. قوة تتزايد في وجه التهديدات؟- 6 فبراير 2020.

سكاي نيوز- الجيش المصري.. ما قدرات القوة العسكرية الأكبر في المنطقة؟- 21 يونيو 2020.

سكاي نيوز- برًّا وبحرًا وجوًّا.. 41 تدريبا عسكريا للجيش المصري في 2021- 3 يناير 2022.

المصري اليوم- “السيسي – بوتين”.. 7 صفقات عسكرية روسية لدعم الجيش المصري- 11 ديسمبر 2017.

Cnn- جيش مصر التاسع عالميًّا متفوقًا على تركيا وإيران وإسرائيل- 4 فبراير 2020.

العربية- مصر الأولى عربيًّا.. أقوى جيوش العالم في 2021- 21 فبراير 2021.

Cnn- مصر أعدت بعد هزيمة 48 أضخم مشروع في تاريخها لإنتاج سلاحها محليًّا بموافقة بريطانية وأمريكية (وثائق بريطانية)- 15 مايو 2021.

العين الإخبارية- الهيئة العربية للتصنيع… قلعة مصرية لإنتاج الطائرات وأنظمة الصواريخ- 18 فبراير 2019.

الجزيرة- طموحات تصطدم بالواقع.. إلى أين وصل الإنتاج الحربي المصري؟- 6 ديسمبر 2021.

إندبندنت- مصر تفتتح ثالث قواعدها العسكرية العملاقة في 5 سنوات- 3 يوليو 2021.

العين الإخبارية- برنيس ونجيب و3 يوليو.. قواعد عسكرية مصرية لإستراتيجية 2030- 3 يوليو 2021.

مركز مالكوم كير-كارنجي- للشرق الأوسط – رأس الحربة الاقتصادیة لحرّاس النظام: دور المؤسسة العسكرية في تطَوُّرِ رأسمالية الدولة في مصر- 10 مايو 2021.

اليوم السابع- معرض “إيديكس”.. اصنع سلاحك.. عالم لا يعترف إلا بالأقوياء- 7 ديسمبر 2023.

Cnn -تقرير: هذه قدرات الجيش المصري عاشر أقوى جيش بالعالم- 10 يوليو 2017.

التعليقات مغلقة.