fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

تحالف حارس الرخاء.. الحوثيون ومستقبل التجارة في البحر الأحمر

162

تحالف حارس الرخاء.. الحوثيون ومستقبل التجارة في البحر الأحمر

صواريخ الحوثيين ومسيراتهم تنطلق باتجاه الكيان المحتل، وزوارقهم البحرية تهاجم السفن المتجهة إلى الكيان المحتل، وهذا كله نصرة لشعب فلسطين وتأكيدًا على أن فلسطين لن تترك وحيدة، وهذا ما يروج له إعلام الحوثيين، وما يسمى بمحور المقاومة الذي يضم إيران وأذرعها؛ الذين نشروا الفوضى والدمار في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط، والعديد من الدول العربية ككل.

فمع بدء معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، استغلت مليشيات الحوثي في اليمن الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل، وأخذت باستهداف السفن وزعزعة الاستقرار وحركة التجارة العالمية في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك وفقًا لوسائل الإعلام العالمية وبعض وسائل الإعلام العربية، وما سنقوم به في هذا التحليل توضيح وقائع ما يجري على الأرض حتى اللحظة.

فهل ميلشيات الحوثيين في اليمن قد تحركت فعلًا للدفاع عن فلسطين؟ أم أن ما يحدث هي محاولة إيرانية عبر الحوثيين لتدمير اليمن في حرب مع الدول الغربية من جهة وجر اقتصادات المنطقة والعالم نحو أزمة كبرى؟ وما موقف الدول العربية من تحالف البحر الأحمر الجديد وعملياته العسكرية في اليمن؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النِّقَاط الهامة حول؛ أزمة البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية والعسكرية على دول المنطقة والعالم، في هذه السطور الآتية.

تحالف حارس الرخاء بالبحر الأحمر:

في 19 من ديسمبر الماضي 2023م، أعلن وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، في البحرين عن إطلاق تحالفًا دوليًّا بحريًّا في البحر الأحمر لحماية السفن المارة بمنطقة مضيق باب المندب وخليج عدن، والتي تتعرض لهجمات متواصلة من قبل جماعة الحوثيين باليمن، وأضاف في حديثه: “إن أكثر من 20 دولة وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة”، مع ذلك فإن العدد الإجمالي الجديد يشير إلى المشاركة الفعلية لعشر دولًا فقط من بينها دولة عربية واحدة.

وتضم هذه الدول “المملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا والنرويج، وسيشل وإسبانيا، والبحرين”، إلى جانب الولايات المتحدة، كما جرت أحاديث عن محاولة إقناع الصين الانضمام إلى قوة حماية بحرية موسعة تنطلق من البحرين، باعتبار بكين بين أكبر المتضررين من هجمات الحوثيين مع انعدام القدرة على تأمين ناقلات النفط القادمة إليها.

ورفضت الصين الانضمام إلى التحالف البحري الجديد، على النقيض من سجلها في العمل مع الولايات المتحدة في مبادرات مكافحة القرصنة في خليج عدن، ويأتي الرفض على الرغم من حقيقة أن الصين لديها سفن عسكرية في المنطقة وأن بعض السفن التجارية التي لها صلات بهونج كونج تعرضت للهجوم. (أخبار الصين والشرق الأوسط).

وأطلقت الولايات المتحدة تحالف “حارس الرخاء” قائلة حينها: إن الدول المشاركة في التحالف ستنفذ دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال “باتريك رايدر”: إن كل دولة ستساهم في التحالف بما تستطيع، واصفًا العملية بأنها “تحالف الراغبين”، وأضاف في مؤتمر صحفي “في بعض الحالات سيشمل نشاط التحالف بالبحر الأحمر سفنًا، وفي حالات أخرى قد يشمل أفرادًا، أو أنواعًا أخرى من الدعم”.

وفي صباح يوم 12 من يناير 2024م، نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات عسكرية ضد جماعة الحوثيين باليمن، حيث شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، سلسلة من الغارات الجوية ضد الحوثيين في اليمن، وذلك بعد مرور 24 ساعة من صدور القرار رقم 2722 بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إنه أمر بالضربات، في حين عقد رئيس الوزراء البريطاني “ريشي سوناك” اجتماعًا لمجلس وزرائه للسماح بالمشاركة البريطانية.

وقالت جماعة الحوثيين على لسان، حسين العزي، بأن الضربات العسكرية “عدوان سافر”، وقال: إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “ستدفعان ثمنًا باهظًا”، وكانت جماعة الحوثيين قد حملت الولايات المتحدة مسؤولية تهديد الملاحة الدولية بعسكرتها للبحر الأحمر.

إيران وأذرعها والحرب في غزة:

مع بَدْء حرب الكيان الصهيوني المحتل على قطاع غزّة التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين العزل وتدمير كامل القطاع، تضاربت المواقف الإيرانية حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

فقبل الحرب بين الكيان المحتل وفصائل المقاومة الفلسطينية، روجت إيران دائمًا لما يسمى بمحور المقاومة وتحرير القدس وشعاراتها المختلفة كالموت لإسرائيل وأمريكا، وما إلى ذلك من الشعارات، ومع بَدْء الحرب واشتعال المواجهة أكثر وأكثر بين فصائل المقاومة والكيان المحتل بدءًا من أكتوبر الماضي وحتى اللحظة لم تحرك إيران ساكنًا، وصرح مسؤولون إيرانيون إلى أن إيران لن تنجر إلى الحرب مع إسرائيل على حد وصفهم، ما يعني أن إيران لن يكون لها أي دور عسكري في هذه الحرب.

ميلشيات الحوثي باليمن:

ومن جهة أخرى، حركت إيران ميلشيات الحوثي باليمن البعيدة كل البعد عن فلسطين المحتلة، لتضرب وتستهدف سفن الشحن التجارية الدولية المارة بالبحر الأحمر والمتجهة إلى الكيان المحتل، كما وأطلقت ميلشيات الحوثي باليمن الصواريخ والمسيرات باتجاه الكيان المحتل كما تتحدث هذه الميلشيات.

والواقع على الأرض، أن جميع هذه الصواريخ قد سقط إما في البحر الأحمر أو في صحراء سيناء المصرية فوق مدينة دهب، في حين لم تحرك إيران ميلشياتها الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان القريبة من الكيان المحتل، فمعلوم سياسة النظام الإيراني الاستعمارية التوسعية في الأراضي العربية، فإيران تبقي على ميلشياتها وأذرعها المختلفة في منطقة المشرق العربي أي سوريا والعراق ولبنان، لترتكب الجرائم والانتهاكات ضد شعوب تلك الدول. (العربية).

وتحرك إيران ميلشيات الحوثي البعيدة كل البعد عن الكيان المحتل، لتروج إيران لنفسها ولأذرعها أنها المدافع عن فلسطين وعن المنطقة.

وبالحديث عن هذه الهجمات وصواريخ الحوثيين ومسيراتهم، التي لم يصل أي منها إلى الكيان المحتل، فالدافع الحقيقي وراء هذا النشاط العسكري للحوثيين في البحر الأحمر، هو تأكيد الهيمنة العسكرية والنفوذ الإقليمي للحوثيين وإيران في منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

فالحوثيون أطلقوا على أنفسهم اسم القوات المسلحة اليمنية، والعالم بات يرى هذه الميلشيات كيف تسعى وراء نفوذ إقليمي أكبر وحصة أكبر من اليمن، الذي باتت فيه قوات الحوثيين حكام الأمر الواقع، ببضع صواريخ تطلقها على السفن التجارية فتصيب واحدة وربما تخطئ أخرى وتطلب من بعض السفن تغيير خط مسارها وتعيدها إلى طريق رأس الرجاء الصالح فلا تدخل من باب المندب، وتخسر مصر في قناة السويس ويتكبد الاقتصاد العالمي مزيدًا من تكاليف الشحن والتأمين.

وتطلق الميلشيات الحوثية المسيرات صوب الكيان المحتل كما يجري الحديث في بياناتهم العسكرية، فتسقط في البحر الأحمر أو داخل صحراء سيناء المصرية، وهذا كله ما هو إلا تأكيدًا للهيمنة العسكرية والإقليمية لميلشيات الحوثي التي توسع رقعة نفوذها في المنطقة، ضمن مخططات إيران الاستعمارية في الدول العربية.

ليس هذا فقط ما يراه العالم، فصواريخ الحوثيين التي تسقط في البحر قبل أكثر من 2000 كيلومتر من الكيان المحتل لم تفعل شيئًا للفلسطينيين؛ إلا أن نتائج قصف الحوثيين للكيان المحتل لا تهم، بقدر ما يهمهم هم والإيرانيين استغلال ما يحدث في قطاع غزّة، كي تكتسب شرعية بين عرب ومسلمين غاضبين.

وأمام كل هذا، يبدو أن الأهداف القريبة والتكتيكية للحوثيين، تطغى لدي قادتهم على نَظْرَة إستراتيجية تؤكد أن عقوبة الحوثيين ومعهم كل اليمن تقترب، ولا تبالى إيران بالشعب اليمني، فبات واضحًا أن تحالف البحر الأحمر العسكري الجديد، سينفذ عدوانًا عسكري شامل على اليمن، وسيكون المتضرر الأكبر منها الشعب اليمني. (مركز سوث 24).

ولربما لن ينتظر الأمريكان والبريطانيون ومعهم كل الغرب تقريبًا بعد أن تنتهي حرب غزّة لبدء حربًا جديدة في المنطقة على اليمن، البلد الذي ورطته ميلشيات الحوثي الإرهابية بأوامر من إيران في صراع مفتوح مع الغرب، ليتحول ما كان تحالفًا عربيًّا ضد ميلشيات الحوثي الإرهابية في اليمن ولدعم الشرعية اليمنية وإعادة الاستقرار في البلد العربي الجار.

إلى تحالف دُوَلي تقوده الولايات المتحدة مهمته تدمير اليمن كاملًا، ولا ضرر حينها في أن يقتل ألاف اليمنيين وفقًا لأعراف أمريكية وإسرائيلية، رأيناها جميعًا في قطاع غزّة وسابقًا في العراق وغيرها من البلدان، التي عندما يدخلها أي حلف عسكري غربي يدمر كل شيء فيها، وإيران تدرك ذلك تمامًا وربما كل شيء قد خطط له النظام الإيراني مسبقًا لتدمير اليمن، فالشعوب العربية عالقة ما بين استعمار إيراني فارسي جديد، واحتلال إسرائيلي، وتدخلًا أمريكي في الشأن العربي.

مستقبل التجارة بالبحر الأحمر:

وقد استشعرت القِوَى الاقتصادية الكبرى خطورة إرهاب ميلشيات الحوثي في البحر الأحمر، وباتت مصر أكبر المتضررين من هذه الأفعال.

حيث قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق بحري” أسامة ربيع”: إن عائد قناة السويس بالدولار انخفض 40% منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن دفعت هجمات الحوثيين في اليمن شركات الشحن العالمية إلى تغيير مسار خطوط الشحن البحرية، فبدلًا من المرور بالبحر الأحمر وقناة السويس المصرية وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط. (الجزيرة).

تغير مسار السفن ليتجه إلى رأس الرجاء الصالح عبر المرور حول قارة إفريقيا كاملة من أجل الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يزيد التكلفة ويطول من مدة نقل البضائع بين القارات، ويعرِّض أمن سفن الشحن إلى الخطر، فيمَا أوقفت 10 شركات شحن كبرى سفنها عن استخدام البحر الأحمر في أعقاب الهجمات التي شنها الحوثيين.

فمَا قدمته إيران وميلشياتها الإرهابية سواء في العراق، أو سوريا، أو لبنان، أو اليمن، هو إرهاب وانتهاكات لسيادة هذه البلدان العربية والإضرار بمصالح الدول العربية والاقتصاد العالمي، وتعريض الشعب اليمني لخطر حربًا مع الدول الغربية ليس أكثر.

ماذا تحقق من هجمات الحوثيين؟

ورغم أن هجمات الحوثيين لم تحقق أي شيء واكتفت بإلحاق ضرر بناقلات تجارية، بدأت مع قصف ناقلة نرويجية بصاروخ كروز في واحدة من أولى ضرباتها الناجحة بعد أسابيع من التهديدات، مرورًا باستهداف سفينة حاويات، وصولًا إلى استهداف ناقلة نفط؛ إلا أن كل شيء يشي بأن الحوثيين لن يتوقفوا عن شن هجمات صاروخية وعبر طائرات من دون طيار في البحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب؛ لأن هذه الميلشيات تعلم تمامًا ما خلفته حرب الكيان المحتل على قطاع غزة، من شعور بالأسف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وكيف فاقمت هذه الحرب من غضب العرب والمسلمين اتجاه الكيان المحتل والولايات المتحدة، وفي بعض الحالات تجاه حكوماتهم المدعومة أو المتحالفة مع الولايات المتحدة، وبالتالي كان طبيعيًّا أن كثيرًا من شعوب الشرق الأوسط سيتحركون بشكل عاطفي للإشادة بميلشيات الحوثي باعتبارهم كما يقدمون أنفسهم، إحدى القوي الإقليمية الوحيدة الراغبة في التصدي للحرب وتحدى الكيان المحتل، بما هو أكثر من الانتقادات والإدانات اللفظية والشجب. (الوطن العربي).

ولكن ما تحقق فعلًا على الأرض، هو إرهاب حوثي إيراني زعزع الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية، وألحق أضرارًا كبرى بالاقتصاد المصري والشعب المصري وفاقم من أزمة مصر الاقتصادية، وإذا استمرت هذه الأفعال الحوثية الإيرانية، فإنها ستؤدي إلى عسكرة منطقة البحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، وتجر الشعب اليمني إلى حربًا جديدة.

وبحسب تقارير عدة، فقد تقلص عدد سفن الشحن التجارية المارة بقناة السويس المصرية ومضيق باب المندب مرورًا بالبحر الأحمر، من 252 سفينة شحن قبل 6 أشهر، إلى أقل من 114 سفينة، وهو ما يظهر بوضوح التغييرات المفاجأة التي طرأت على المسار التقليدي للشحن الدولي، وكبدت الاقتصاد العالمي والمصري خسائر كبرى.(ستيب نيوز).

عزوف عربي عن المشاركة في تحالف حارس الرخاء:

وعقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تحالف حارس الرخاء والدول المشاركة فيه، كانت المفاجأة؛ أن دولة عربية واحدة فقط قد انضمت إلى التحالف، وهو ما طرح عدة تساؤلات حول أسباب العزوف العربي للمشاركة في تحالف حارس الرخاء، إذ كانت البحرين الدولة العربية الوحيدة التي انضمت إليه.

والجدير بالذكر: أن البحرين هي مقر الأسطول الأمريكي الخامس الذي يرتكز نشاطه في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مرورًا بالمحيط الهندي وبحر العرب. (DW).

ورغم أن مصر تتكبد خسائر مالية ضخمة بسبب التداعيات الاقتصادية لهجمات الحوثيين؛ إلا أن القاهرة لم تقرر الانضمام إلى التحالف البحري الجديد، فيمَا عزا مراقبون ذلك إلى قرب مصر من الصراع وحساسية هذه القضية في العالم العربي بشكل عام.

ويشير مراقبون إلى أن السُّعُودية لم تنضم إلى التحالف البحري الجديد بسبب قلقها أن تلقي الخطوة بظلالها على مستوى التقارب مع الحوثيين والإيرانيين في الوقت الراهن، فضلًا عن مخاوف من أن يقدم الحوثي على استهداف مستودعات النفط السُّعُودية مرة أخرى في تكرار لما حدث عام 2019.

وفيما يتعلق بالإمارات، يرى مراقبون أن “أبو ظبي” تُعد العاصمة العربية الراغبة في تبني موقف أكثر تشددًا ضد الحوثيين من كل النواحي، رغم عدم انضمامها إلى التحالف البحري بقيادة واشنطن.

موقف الحكومة اليمنية الشرعية:

أما المفاجأة، فإن اليمن ممثلًا بالحكومة الشرعية وبعض المكونات المنضوية تحت لوائها العسكري، تلقت طلبًا أمريكيًّا للمشاركة في التحالف الدُّوَليّ لمنع هجمات الحوثيين ضد السفن، والكلام هنا منقول عن مصادر يمنية مسؤولة بحسب تقارير عربية، قالت: إن الحكومة اليمنية تلقت دعوة من الولايات المتحدة للمشاركة في تحالف عسكري متعدد الجنسيات لمواجهه الحوثيين في البحريين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.

مع تأكيدات بتزويد القوات البحرية اليمنية بزوارق مدفعية وزوارق دورية سريعة لتأمين المياه الإقليمية من هجمات الحوثيين، بحيث ترتبط هذه القوات البحرية اليمنية بغرفة عمليات مشتركة مرتبطة بقوة العمليات المتعددة الجنسيات التي سيتم تشكيلها لحماية الملاحة في البحر الأحمر، فردت الحكومة الشرعية اليمنية برفض المشاركة بأي تحالفات عسكرية غربية في البحر الأحمر قد تؤدي إلى حرب شاملة على الشعب اليمني. (وكالة شنخوا).

وهنا سيكون اليمن والمنطقة على موعد آخر من حرب لا يعرف أحد إلى أين ستذهب، وأين ستتوقف، خاصة وأن الحديث عن تحالف دولي لقتال الحوثيين هذه المرة، يؤكد أن ثمة مخطط للذهاب باليمن بعيدًا في حرب مختلفة، بالتأكيد ستنتقل من البحر إلى ضرب أهداف برية.

أهداف إيران وميلشيات الحوثي وراء توريط اليمنيين في صراع مع الغرب:

وبذلك ستشمل الحرب الخريطة اليمنية ممتدة إلى المحيط الإقليمي الجغرافي لليمن، ليبقي السؤال: لماذا يصر الحوثيين على توريط الشعب اليمني في صراع مع الدول الغربية وإشعال اليمن والمنطقة من أجل إيران، وإلحاق الضرر الأكبر باقتصادات الدول العربية وعلى رأسها مصر، بصواريخ لا تصل إلى الكيان المحتل وتسقط في البحر الأحمر، واستهداف للناقلات التجارية وزعزعة الاقتصاد العالمي؟!

فمن الواضح لجميع الاقتصاديين والمراقبين أن المتضرر الأكبر من هذه الأفعال هي مصر، بالرغم أن القاهرة أعلنت أن عدد السفن التي تم تحويلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح ضئيل؛ إلا أنها تعلم أن استمرار إطلاق الصواريخ الحوثية وزعزعة الاستقرار في مضيق باب المندب وتحويل مسار سفن الشحن الدولية سيفاقم أزمة مصر الاقتصادية أكثر، فمصر تعتمد على القناة بجزء كبير من ميزانيتها.

وإذا بحثنا عن سبب مخاطرة الحوثيين بالأضرار بالدول العربية واستعداء العالم من أجل رفع الأسعار في الكيان المحتل وكل العالم، ولربما نستطيع قراءة ما بين سطور هذه الإجابة في تقارير استخباراتية غربية نقلتها وسائل إعلام مفادها، أن ميلشيات الحوثي جاهزة لركوب هذه المخاطرة مقابل اكتساب شعبية ونفوذ إقليمي من خلال هجماتها على السفن في البحر الأحمر.

ووفقًا لهذه التقارير، فإن ميلشيات الحوثي اليمينية من خلال صواريخ تطلقها باتجاه الكيان المحتل وهجمات على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، تكتسب شعبية في العديد من بلدان الشرق الأوسط وتبني نفوذًا إقليميًّا يمكن أن يساعد في توسيع قوتها في الداخل اليمني، واستقطاب المزيد من اليمنيين للانضمام لها. (الوطن العربي).

الخلاصة:

– تحالف حارس الرخاء، حلف عسكري غربي جديد لحماية السفن التجارية وخطوط النقل البحرية المارة بمنطقة البحر الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب، ويأتي تشكيل هذا التحالف بعد تصاعد الهجمات الحوثية على السفن بالبحر الأحمر وإضرارها بالاقتصادي العالمي، وسيقوم التحالف الجديد بتنفيذ مهام مراقبة، ومرافقة السفن والقيام بعمليات استطلاعيه بالمنطقة أثناء مرور السفن، وذلك وفقًا للتقارير والبيانات الرسمية، ولكن وعلى أرض الواقع، فمن الواضح أن هذا التحالف أداة غربية جديدة للتدخل في الشأن العربي وتأجيج الصراعات في المنطقة وخوض عدوان شامل على الشعب اليمني، فالشعب اليمني عالق ما بين إرهاب حوثي، ونفوذ إيراني وتدخل أمريكي وغربي، فاليمن بات أمام مستقبل مجهول وَسَط صراعات وتدخلات الدول المعادية والغربية في الشأن اليمني.

– تحاول إيران وأذرعها الإرهابية المنتشرة في العالم العربي، استغلال معركة طوفان الأقصى، من خلال تحريك ميلشياتها باليمن البعيدة كل البعد عن فلسطين المحتلة، وضرب سفن الشحن الدولية وناقلات النفط بالبحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، والظهور بمظهر المدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مستغلة بذلك الغضب العربي والإسلامي من جرّاءِ العدوان الصهيوني على قطاع غزّة لتحقيق مكاسب وفقًا لأجندتها الخاصة، ولكن وعلى أرض الواقع، فالمتضرر الأكبر من جرّاءِ هذه الأفعال الحوثية الإيرانية بالبحر الأحمر، هي مصر والدول العربية والاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية.

– إن أفعال الحوثيين وبتحريض من إيران في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، ستؤدي إلى جر الشعب اليمني نحو حرب كبرى مع الدول الغربية، التي لديها مصالح إستراتيجية واقتصادية في البحر الأحمر وباب المندب قد تهددت؛ وهو ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة باليمن كما حدث عندما تدخل الغرب في العراق وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، ولربما تدرك إيران ذلك وخططت له مسبقًا بجر الشعب اليمني لصراع مفتوح مع الغرب، فالتموضع العسكري للغرب في البحر الأحمر، يشي بعدوان غربي جديد على بلد عربي جار.

– بعد التدخل الإيراني في الشأن العربي، ونشر الأزمات والصراعات بين شعوب المنطقة، تسعى إيران إلى تغيير إستراتيجياتها عبر إلحاق الضرر باقتصادات الدول العربية والعالم، وجر منطقة الشرق الأوسط وشعوبها نحو صراع مفتوح مع الغرب، مستغلة بذلك ميلشياتها المنتشرة بالعديد من الدول العربية، ومستغلة أيضًا القضية الفلسطينية ومعركة طوفان الأقصى وحرب فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الكيان المحتل، لتحقيق أجندتها الخاصة.

– تكبد الاقتصاد المصري والعالمي خسائر فادحة من جرّاءِ أفعال الحوثيين في البحر الأحمر، حيث غيرت شركات الشحن الدولية مسار سفنها، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة إفريقيا بدلًا من قناة السويس، وهو ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن والتأمين، وينعكس بزيادة الأسعار وتفاقُم الأزمات الاقتصادية بالدول المختلفة والاقتصاد العالمي ككل.

المصادر:

الشرق الأوسط

العربية

الجزيرة

مركز سوث 24

وكالة شنخوا

الوطن العربي

أخبار الصين والشرق الأوسط

DW

التعليقات مغلقة.