fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الحرب على غزة.. كيف أفشلت فصائل المقاومة الفلسطينية جميع أهداف الكيان المحتل العسكرية؟

101

الحرب على غزة.. كيف أفشلت فصائل المقاومة الفلسطينية جميع أهداف الكيان المحتل العسكرية؟

منذ أكتوبر الماضي 2023م، يشهد قطاع غزة حربًا همجية إجرامية شاملة؛ تستهدف كل شيء بالقطاع، بدءًا من المباني والمدارس، ووصولًا إلى المخيمات والمستشفيات، موقِعة بذلك الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، في انتهاك صريح وواضح لكل المواثيق والقرارات الدولية بشأن قطاع غزة.

إذ يسعى الكيان الصهيوني المحتل إلى تدمير كل شيء بقطاع غزة وقتل أكبر عددٍ ممكن من المدنيين، وجعل القطاع غير صالح للسكن، وذلك جزءًا من إستراتيجية الكيان الصهيوني، حيث يطمح الكيان الصهيوني إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المعلنة وغير المعلنة من هذه الحرب.

فقد صرح رئيس حكومة الكيان المحتل “بنيامين نتنياهو” في 9 من أكتوبر الماضي 2023م، إلى أن هذه الحرب ستغير خريطة الشرق الأوسط، ولكن كان لدى فصائل المقاومة الفلسطينية رأيًا آخر، حيث إن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تثبت قدرتها على الهجوم وتوجيه الضربات العسكرية الخاطفة والمُوجعة فقط، بل أثبتت أيضًا لجميع المحللين والمراقبين وللكيان الصهيوني نفسه، أنها قوة عسكرية في قطاع غزة لا يستهان بها، ولا يمكن القضاء عليها كما يروج الكيان المحتل.

فمَا هي الأهداف المعلنة وغير المعلنة للكيان المحتل من الحرب على قطاع غزة؟

وماذا حقق الكيان المحتل منها؟

 وكيف أفشلت فصائل المقاومة الفلسطينية الأهداف العسكرية الإسرائيلية من الحرب على غزة؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النِّقَاط المهمة حول الأهداف المعلنة وغير المعلنة للكيان المحتل من الحرب على غزة، وكيف أفشلتها فصائل المقاومة الفلسطينية، في هذه السطور الآتية.

حرب الكيان الصهيوني المحتل على قطاع غزة:

مع دخول العام الجديد، لا يزال القصف والقتل والدمار مستمر، لكن كثير من الأشياء قد تغيرت، فالكيان المحتل الذي أعلن عن (ثلاثة) أهداف من الحرب على غزة، ما يزال عاجزًا عن تحقيق أيًّا منها.

والأهداف كانت واضحة لديه، وهي اجتثاث حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى من قطاع غزة، وتدمير كامل لشبكة الأنفاق أسفل القطاع، واليوم وباعتراف التقارير الاستخباراتية الغربية، لم يتم تدمير سوى ما بين 10 : 15% فقط من الأنفاق. (الجزيرة).

تحرير الأسرى والمحتجزين، ولم يفلح الكيان المحتل في تحقيق هذا الهدف أيضًا، إلا بعد التفاوض مع قادة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في قطر بوساطة مصرية، وتم الاتفاق على إطلاق سراح عشرات المدنيين من أطفال ونساء، مقابل 3 أضعاف العدد من أسرى فلسطينيين نساء وأطفال أيضًا في سجونها، أما ما تبقى من نساء وجنود وعسكريين، فهم ما يزالون في قبضة الفصائل، ولا يعرف الكيان الصهيوني عنهم شيئا، لا مكانهم ولا كيفية إعادتهم.

إذًا لم يحقق الكيان المحتل هدفه بتحرير الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة عسكريًّا كما كان يروج.

أما الهدف الثالث؛ فتأمين الكيان المحتل من الموت القادم من قطاع غزة، ولكن ما إن انتهت الهدنة الأولى وتجديداتها، حتى أمطرت فصائل المقاومة الفلسطينية سماء تل أبيب برشقة صاروخية ضخمة، أكدت من خلالها، أن في جعبتها أكثر مما يعتقد الجميع.

وإلى جانب الأهداف المعلنة من الحرب، كانت لدى الكيان المحتل أهداف أخرى غير معلنة، وهي تهجير جميع سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وفيما بعد تهجير سكان الضفة الغربية باتجاه أراضي المملكة الأردنية، ولكن وإلى جانب صمود فصائل المقاومة الفلسطينية، وقفت كلٌّ من مصر والأردن أمام مخططات التهجير الصهيونية، ولوحوا جميعًا بالحرب ضد الكيان المحتل، حال إقدامه على فرض مخطط التهجير القصري. (روسيا اليوم).

تغيير المواقف الدولية الغربية تجاه الحرب على غزة:

وأمام كل هذا، كان لا بد من ذهاب العديد من المراقبين الغربيين وفق رؤية جيوسياسية براغماتية محضة، إلا أن كل ما استهدفه الكيان المحتل خلال الحرب على غزة، من البنية العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، لم تستطع تدمير هذه البنية، ولم تقترب من تحقيق أيٍّ من أهدافها، بل ربما على العكس؛ كلما مضى الوقت، أصبح العديد الأهداف بعيد المنال، ولربما هذا ما يبرر تغير لهجه أحد أكبر الداعمين للكيان المحتل منذ إطلاق حربه على قطاع غزة، في أكتوبر الماضي 2023م.

فالرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، الذي دعا مع بداية الحرب إلى تشكيل تحالف دَوْليّ ضد فصائل المقاومة الفلسطينية لاجتثاثها من قطاع غزة، يعود اليوم ليؤكد بأن هدف الكيان المحتل المُعلن بالقضاء على حماس وفصائل المقاومة بشكل كامل، قد تؤدي إلى حرب تستمر 10 سنوات.

قبل أن يحث تل أبيب على توضيح الهدف الذي وضعته، ليحذرها من حربٍ لا نهاية لها، في ظل قناعة بدأت تتبلور ليس فقط في باريس، بل في كل الغرب؛ بأن الرد الإسرائيلي على طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 2023م قد فشل، وهو ما يعني أن الكيان المحتل لن يستعيد الأسرى والمحتجزين لدى حماس دون مفاوضات سلمية معها، ولن يتمكن أيضًا من تدمير شبكة الأنفاق والبنية التحتية العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وبأن أمن الكيان المحتل، لا يمكن ضمانه إذا أرسى على حساب دماء الفلسطينيين، ما يعكس عودة الغرب للتفكير جديًّا بحل الدولتين، كمسار سياسي لا بديل عنه لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأمر لا يتوقف عند فرنسا وأوروبا.

فحتى الولايات المتحدة، يبدو أنها بدأت تضيق ذرعًا من هذه الحرب، ورغم أنها تغتنم كل فرصة لتأكيد دعمها اللا محدود للكيان المحتل في حربه على قطاع غزة؛ إلا أن وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” خرج ليشير إلى ما يخالف هذا خلال كلمة في منتدى ريغل للدفاع الوطني في كاليفورنيا.

عندما قال بصريح العبارة: “إن إسرائيل قد تواجه هزيمة إستراتيجية في قطاع غزة”، ووفقًا لوجهة النظر الأمريكية المستحدثة من الحرب على لسان أوستن، فإن في هذا النوع من القتال يكون السكان المدنيين بمثابة مركز الثقل، وعندما يتم دفعهم إلى ما وصفة أوستن بأحضان العدو، فسوف يتبدل النصر التكتيكي بهزيمة إستراتيجية. (الشروق).

ما يشي بأن الرسالة الأمريكية الجديدة للكيان المحتل؛ بأنه إذا ما أردتم كسب المعركة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية واجتثاثها، فالمهمة الرئيسة للقوات الإسرائيلية إيجاد معادلة متمثلة في منع قتل المدنيين والعمل على حمايتهم في قطاع غزة، وهذا ما لا يعير له الكيان المحتل أي انتباه في الوقت الحالي.

شبكة أنفاق قطاع غزة والفشل الإسرائيلي في تدميرها:

وإذا أردنا أن نفصِّل بعض الشيء أهداف الكيان المحتل وما تحقق منها حتى اللحظة، ففيما يخص الهدف الأول المتعلق باجتثاث الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة، فإن تحليلات ودراسات أكبر المراكز البحثية العسكرية والإستراتيجية الغربية تؤكد اليوم، أن هناك العديد من العوامل التي تجعل تحقيق هذا الهدف إن لم يكن مستحيلًا فإنه بات صعبًا جدًّا، وسيزداد صعوبة مع تقدم الحرب. (القاهرة الإخبارية).

وأبرز هذه الأسباب: الكثافة السكانية داخل قطاع غزة، ومع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الذين لا يأبه لهم الكيان المحتل لحد اللحظة، فإن الضغوط الدولية ستزداد على الكيان المحتل حتى إنها ازدادت فعلًا، كما أن الصعوبات تتراكم أمام قدرات جيش الاحتلال لإيجاد وتحييد معظم مخابئ وأنفاق فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة.

وهو ما انعكس جوهريًّا على تحقيق الهدف الأول باجتثاث الفصائل، حيث لم يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي حَسَبَ التقارير الغربية، سوى من استهداف 10% فقط من البنية التحتية العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، في حين كانت تقارير الكيان المحتل الصادرة عن مراكز البحث والدراسات لديهم، أكثر تفاؤلًا عندما تحدثت عن تدمير 15% من قدرات الفصائل الفلسطينية منذ بَدْء الحرب.

وكل هذا يعني أن توقعات ماكرون قد تكون صحيحة عندما تحدث قائلًا: “إن هدف اجتثاث الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والقضاء عليها تمامًا، يعني الحديث عن حرب تستمر عقدًا من الزمن”.

حتي ولو استمر الكيان المحتل في قصف قطاع غزة وفق سياسة الأرض المحروقة، ومن ثم اجتياح أراضي القطاع وفق تكتيك القضم والتقسيم لقطاعات فإنه سيفشل أيضًا؛ وذلك لأن هذه التكتيكات وعلى مدى الحرب، لم تؤدِ إلا لقصف أقل من 10% فقط من الأنفاق، في حين تبقي نحو 90% منها موجودة تحت الأرض، ولا تعج فقط بالأسلحة والمقاتلين الفلسطينيين، وإنما تعج أيضًا بالأسرى والمحتجزين الإسرائيليين. (القاهرة الإخبارية).

وفي لقاء حديث لوسائل الإعلام يتذرع المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنه يُحجم عن قصف كثير من الأنفاق؛ لأن ضربها قد يؤدي لتعريض حياة الأسري والمحتجزين للخطر، وتقول الفصائل الفلسطينية: “إن عرفتم أين نحن فتعالوا نحن ننتظركم”، وهو ما يجعل الكيان المحتل يفكر جديًّا قبل توسيع عملياته في جَنُوب قطاع غزة إلى مدينة رفح الفلسطينية المحاذية للحدود المصرية.

تأثيرات الحرب على الداخل الإسرائيلي:

مع استمرار سياسات الكيان المحتل بالقصف عبر الحزام الناري، بهدف الضغط على المدنيين للنزوح جنوبًا، لم تغفل التحليلات الغربية من إلقاء نَظْرَة على الداخل الإسرائيلي والتأثيرات الكبيرة على ديمومة الحرب بالشكل الحالي.

حيث يواجه الكيان المحتل ضغوطًا كبري تجبره في الوقت الراهن على سحب العديد من قوات الاحتياط، والتي بلغ تعداد أفرادها 330 ألف منذ بداية الحرب؛ وذلك بسبب الضغوط الاقتصادية الهائلة، ونقص القوى العاملة بالعديد من قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي.

القدرات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية:

ويستدل المراقبون للمشهد على فشل تحقيق هدف الكيان المحتل، بكسر شوكة فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وليس فقط صعوبة اجتثاثها، بما حدث في اللحظات الأولى ما بعد بداية الهدنة.

وذلك حينما نشرت فصائل المقاومة الفلسطينية، فيديوهات توثق كمائن واشتباكات من مسافة الصفر، حيث تم استهداف 60 جنديًّا لجيش الاحتلال الإسرائيلي دفعة واحدة، مع إعطاب عشرات الآليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة. (الوطن).

وهو ما يشي بأن فصائل المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على منع جيش الاحتلال الإسرائيلي من توسيع التوغل البري والتقدم أكثر في عددٍ من المناطق في وَسَط وجنوب قطاع غزة.

فالحقيقة التي اعترف بها حتى الإعلام العبري، بأن البنية العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ربما متدهورة، لكنها سليمة إلى حدٍّ كبير، ضمن نظام وشبكة واسعة من الأنفاق، والتي تمثل منظومة للدعم والإمداد لفصائل المقاومة الفلسطينية تحت الأرض.

ومن هنا يمكن الانتقال للهدف الثاني، الذي حدده الكيان المحتل، وهو إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، والذي ما يزال جلهم في الأنفاق، فلم يستطع الكيان المحتل أن يقدم لهم أي شيء إلا عبر صفقات وهدن، حققت ما خططت له الفصائل الفلسطينية منذ البداية، عندما بدأت معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر الماضي.

حيث يبدو أن الكيان المحتل يسير بخطى ثابتة نحو استكمال الصفقات والهدن، حتي تبيض سجون الإسرائيليين من الفلسطينيين، مقابل إطلاق كل المحتجزين والأسرى الإسرائيليين.

وإذا ما انتقلنا إلى هدف الكيان المحتل الثالث من الحرب، وهو ضمان ألا يشكّل قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية فيه، أي تهديدٍ لأمن الكيان المحتل، فقد أخفق الكيان المحتل في تحقيق هذا الهدف أيضًا حتى الآن فلم تكد تنتهي الهدنة، حتى كانت سماء تل أبيب تمطر صواريخ جراء أكبر رشقة صاروخية أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية باتجاه الكيان المحتل منذ انتهاء الهدنة في قطاع غزة.

حيث نشرت وسائل الإعلام الفلسطينية خريطة تفصيلية، تُظهر المناطق التي تعرضت لإطلاق الصواريخ، ورغم حديث الكيان المحتل عن اعتراض منظومة القبة الحديدية لعشرات الصواريخ فوق تل أبيب ومستوطنات الوَسَط والسهل؛ إلا أن منظومة القبة الحديدية لم تكن فعالة بالقدر الكافي طوال الحرب في اعتراض جميع الصواريخ؛ إذ تنجح بعض صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية بضرب بعض الأهداف في الداخل الإسرائيلي، وذلك في وقت أثار الهجوم الصاروخي الجديد لفصائل المقاومة الفلسطينية بعد انتهاء الهدنة مباشرة، الكثير من الجدل في الكيان المحتل؛ خاصة في المنظومة الأمنية والعسكرية، والتي أكدت تقاريرها سابقًا، القضاء على معظم القدرات الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

الاستنتاجات:

وبعد استعراض أهداف الكيان المحتل الثلاثة، وكيف تم تحييدها وإفشالها على أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية والمآلات الحقيقية التي يمكن رؤيتها اليوم على الأرض بعد شهرين من الحرب، يمكن الوصول إلى بعض الاستنتاجات، والتي تؤكد بأن نجاحات الكيان المحتل حتى اللحظة من وجهة نظر الفلسطينيين، اقتصرت على تدمير قطاع غزة بالكامل وإجبار معظم الأهالي على النزوح من الشمال إلى الجَنُوب، مع قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

وهو ما جعل الكيان المحتل يواجه ضغوطًا كبيرة بسبب استخدامه للقوة العسكرية المفرطة بشكل عشوائي للغاية وغير متناسب مع أي احتياجات أو مكاسب عسكرية، وهو ما تراهن علية فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إجبار المجتمع الدَّوْليّ والداخل الإسرائيلي وخاصة أهالي الأسري والمحتجزين، سلطات الكيان المحتل على وقف العمليات العسكرية من دون تحقيق أي هدف.

بينما يتمسك الكيان المحتل على لسان قادته، بأن الأهداف الثلاثة كاملة ستتحقق في النهاية، وبأن صفقات الأسري ليست إلا مقدمة لإطلاق الجميع، وبأن ضرب البنية التحتية لفصائل المقامة الفلسطينية في قطاع غزة وتدمير قدراتها واجتثاثها تمامًا من قطاع غزة، هو المدخل لأمن الكيان المحتل المستدام، أما اجتياح قطاع غزة المستمر حتى الجَنُوب، فلن ينتهي حتى اجتثاث الفصائل الفلسطينية.

وفي تقديري، فإن سلطات الكيان المحتل، ستزداد عليها الضغوطات من قبل المجتمع الدولي والداخل الإسرائيلي، ما يجبرها في النهاية على وقف الحرب على قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية بشأن الأسرى والمحتجزين، وفشل جميع أهداف الكيان المحتل المعلنة وغير المعلنة من الحرب على قطاع غزة.

الخلاصة:

– مع بَدْء حرب الكيان المحتل على قطاع غزة في أكتوبر الماضي 2023م، كان لدى الكيان المحتل مجموعة من الأهداف المعلنة وغير المعلنة من الحرب، فكانت الأهداف المعلنة، هي اجتثاث فصائل المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها تمامًا، وتدمير شبكة الأنفاق أسفل قطاع غزة، وتحرير جميع الأسري والمحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وضمان ألا يشكل قطاع غزة أي تهديدٍ لأمن الكيان المحتل، وكانت الأهداف غير المعلنة من الحرب على قطاع غزة تتمثل، بتهجير جميع سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية وتصفية القضية الفلسطينية تمامًا، واليوم وبعد أشهر من الحرب على قطاع غزة لم يتمكن الكيان المحتل من تحقيق أي من أهدافه سواء المعلنة أو غير المعلنة، ففصائل المقاومة الفلسطينية أكدت أن في جعبتها الكثير، ولا يمكن القضاء عليها كما يروج الكيان المحتل، ولم يتمكن الكيان المحتل من تحرير أسير واحد عبر القوى العسكرية، وإنما جرى ما خططت له فصائل المقاومة الفلسطينية منذ البداية، وهو التفاوض، وعقد صفقات تبادل بينها وبين سلطات الكيان المحتل.

– مع طول أمد الحرب وزيادة الضغوطات على الحكومات الغربية الداعمة للكيان المحتل من قبل المتظاهرين، بدأت تصريحات المسؤولين الغربيين الداعمين للكيان المحتل تتغير تحت وطأة الضغوطات، وتدرك سلطات الكيان المحتل أن الدعم الغربي الهائل الذي تتلقاه مع بداية الحرب بدأ بالتناقص ولن يستمر طويلًا، وإلى جانب الدعم الغربي، يواجه الداخل الإسرائيلي العديد من الضغوطات الاقتصادية وغيرها، نتيجة لطول أمد الصراع، وهو ما تراهن علية فصائل المقاومة الفلسطينية بأن تجبر الضغوطات الدولية والشعبية سلطات الكيان المحتل على وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين.

– أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية قدرات عسكرية كبيرة خلال الحرب، فإلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والتي تعمل كمخازن للأسلحة وطرق إمداد ودعم من تحت الأرض، تمتلك فصائل المقاومة قوة صاروخية لا يستهان بها، فقد أمطرت سماء تل أبيب بأكبر رشقة صاروخية عقب انتهاء الهدنة، ما يعكس الفشل الإسرائيلي في تحييد القوى الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

المصادر:

روسيا اليوم

سكاي نيوز عربية

الشروق

القاهرة الإخبارية

الجزيرة

الوطن

التعليقات مغلقة.