fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

معاناة اللاجئين والنازحين السوريين للبقاء على قيد الحياة… أكثر من عقد على المأساة

52

معاناة اللاجئين والنازحين السوريين للبقاء على قيد الحياة… أكثر من عقد على المأساة

كانت ثورات الربيع العربي للكثيرين نسائم أمل للحرية والتغير، وصعود مؤشر تقدُّم العالم العربي ورفاهية شعوبه لمستوى أفضل؛ إلَّا أن تلك الأمنيات انقلبت كابوسًا على البعض، ومنهم السوريون الذين ما لبثوا يخرجون من درعا ينادون بإسقاط نظام بشار الأسد القابع على أنفسهم لعقود هو وأبيه من قبله، حتى وجدوا ذلك القاتل يقصفهم بالصواريخ والبارود والبراميل المتفجرة، وأشاع فيهم القتل والدمار وهدَّم منازلهم عليهم، وأباد منهم مئات الآلاف، وشرد ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة وعلى الحدود يعيشون داخل الخيام بلا غذاء أو دواء وحدهم في البرد والعراء، ومثلهم النازحين السوريون الذين هجَّرهم بشار ونظامه بمعاونة حلفائه البائسين إلى الشمال يعيشون على فتات المساعدات، ويأكلون بقايا الطعام، وينامون بجانب ما أشعلوه من الأكياس البلاستيكية والورق حتى تدفئهم من الصقيع.

وبعد أكثر من 10 سنوات من مأساة اللاجئين والنازحين تتعدد الأسئلة التي لكثرتها لا ينتظر لها أحد جوابًا؛ فكيف هرب اللاجئين بين التلال والجبال على الحدود؟ وكيف عبروا البحار وشاهدوا غرق ذويهم أمام أعينهم؟ وما الرعب الذي عاشوه ليدفعهم لتلك المجازفة بحياتهم وحيوات أبنائهم وهذا الرحيل المرير؟!

وإن جاز لنا أن نجيب؛ سنجد: أنه الموت البارد، والقتل بلا رحمة، وهدم البيوت، ونزع ما يملكه الوطن من حب وتاريخ من القلوب، إنها سياسة بشار الأسد القاتل لكي يبقى على كرسيه الملوث بالدماء فليقضِ على الأخضر، ومَن تبقى في المدن والقرى.  

أين ذهب اللاجئون؟

وفقًا للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة؛ فإن السوريين واجهوا أكبر أزمة إنسانية، وأزمة لاجئين ونازحين في عصرنا الحديث بحسب فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث فرَّ من الجحيم في سوريا منذ عام 2011 أكثر من 5.6 مليون سوري يتوزعون على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والقليل منهم نجح في دخول أوروبا، وتركيا هي الدولة المستضيفة لأكبر عددٍ من اللاجئين السوريين بأكثر من 3.6 مليون لاجئ، تليها لبنان 865 ألف لاجئ، ثم الأردن 664 ألف لاجئ، ثم الأردن 243 ألف لاجئ، ثم مصر 131 ألف لاجئ، مع العلم أن هؤلاء هم المسجلون كلاجئين وليس المهاجرين -يوجد ملاين المهاجرين السوريين يعيشون في الوطن العربي والشرق الأوسط، منهم في مصر مليون ونصف مليون مهاجر مقيم في مصر، ولكن ليسوا مسجلين كلاجئين-، وأغلب اللاجئين في تلك الدول من النساء والأطفال بنسبة ٦٦٪.

ويعيش 1.8 مليون شخص منهم في المخيمات والمستوطنات العشوائية، وفي لبنان وحدها تضاعفت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا الذين ينخرطون في عمالة الأطفال، وقدر برنامج الأغذية العالمي أن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مؤكدًا أن سنوات من الصراع أثرت على الحياة والحالة الصحية للسوريين؛ خاصة الأشخاص الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النساء والأطفال.

صورة من واقع اللاجئين:

بغض النظر عن المعاناة التي يعيشها اللاجئون الذين وفقوا أوضاعهم داخل الدول، مثل: تركيا أو مصر أو العراق، مثل: التهديد بالطرد والتسليم لنظام بشار الأسد، وهو ما حدث بالفعل للعشرات منهم على مدار السنوات السابقة، فإن أكثر ما يواجهه اللاجئون يتمثَّل في حياة 2 مليون لاجئ على الحدود، وفي الخيام، وهم مَن يعيشون على الحدود التركية والأردنية واللبنانية، فهم تقريبًا يعيشون في العراء داخل خيام بالية تغرق من الأمطار والثلوج في الشتاء، ولا يأكلون سوى وجبة واحدة من مساعدات الأمم المتحدة، وما تبقى من الوجبات أو حاجتهم للطعام يعتمدون فيه على أنفسهم، فيجمعون الطعام من القمامة أو يعملون بأقل الرواتب؛ ولهذا انتشرت عمالة واستغلال أطفال اللاجئين، وهكذا النساء للأسف، وعلى نفس المنوال يجمعون الأكياس والورق والقماش من القمامة للتدفئة؛ لأن الأخشاب تجمعها الميليشيات أو العصابات، وتبيعها بالدولار بأسعار غالية للغاية.

النازحون السوريون:

مثل اللاجئين تمامًا، وقد تكون معاناتهم أكبر، ليس فقط من حيث انعدام مقومات الحياة وشح الغذاء والدواء، ومواجهة البرد والصقيع والاستغلال، ولكن أضف إليهم حصار النظام وحلفاؤه لهم، بعد ما استطاعت روسيا عبر مجلس الأمن إغلاق كافة المعابر التي تدخل عبرها المساعدات ولم يتبقَ سوى معبر واحد متاح، وهو معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، ووفق إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، فإن أعداد النازحين السوريين تقترب من 2.5 مليون نازح، يعيشون في 1500 مخيم تقريبًا، ومعظم المخيمات في أراضٍ زراعية تتحول إلى مستنقعات طين عند هطول الأمطار، وأغلب تلك المخيمات لا تصلها مساعدات حتى من الأمم المتحدة.

أرامل وأيتام:

وفق إحصائية فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، بلغ عدد الأيتام من سكان مناطق سيطرة المعارضة السورية 197 ألفًا و865 يتيمًا من النازحين والسكان حتى 2021، بينما بلغ عدد الأرامل السوريات اللاتي لا معيل لهن 46 ألفا و302 أرملة، وأعداد ذوي الاحتياجات الخاصة بلغت 199 ألفًا و318 حالة إنسانية، معظمهم لا يتلقون رعاية أو مساعدات.

المعابر والمساعدات:

يحصل النازحون على المساعدات الأممية عبر معبر وحيد هو معبر “باب الهوى”، بين سوريا وتركيا، ويبعد عن مدينة إدلب حوالي 33 كيلومترا، وبسبب الحصار باتت كثير من المساعدات إما تمنع من الدخول أو يتم سرقتها، أو تتأخر لشهور مما يُعرض آلاف الأُسَر للجوع والمرض والموت -مات آلاف النازحين بسبب الجوع والبرد ومنهم مئات الأطفال خاصةً الرضع-.

معلومات عن المخيمات:

– لا يوجد تدفئة من البرد والثلوج سوى إشعال النيران في البلاستيك والورق.

-المخيمات بالية تمامًا ولا أبواب لها.

– السيول والأمطار تغرق خيام النازحين.

– لا يوجد شبكات صرف صحي ولا طرق.

شتاء النازحين:

– لا يوجد طعام، والجميع في النهار يبحث عن طعام بالعمل بالأجرة الزهيدة أو يجمع الطعام من القمامة ويضطر لأن يمشي عشرات الكيلومترات حتى يجد مقالب للقمامة.

الموت بردًا:

– درجات الحرارة في فصل الشتاء تصل 9 درجات تحت الصفر.

– تتعرض المخيمات لكثير من جرائم القتل والنهب، والاغتصاب، والعمل بالسخرة، وحتى اختطاف الأطفال.

– المخيمات أغلبها في أراضٍ زراعية، وبالتالي تتحول لمستنقعات، وتغرق في مياه الأمطار وذوبان الثلوج.

مَن السبب في مأساة السوريين؟

البداية كانت عند بشار الأسد حيث فتح النيران في شعبه، وقتلهم وشردهم وهجرهم من بيوتهم، واستجلب عليهم الغرباء ليستبيحوا فيهم القتل والإبادة، وأبرزهم: روسيا التي أنقذت بشارًا من السقوط وأحيت فرصته في البقاء في منصبه دون سيادة أو نفوذ، ودمر الروس قرية تلو الأخرى وجمعوا ما تبقى من السوريين في الشمال وأخذوا يحصدون الغنائم من النفط والسواحل والموانئ والمطارات السورية، وعلى ذات السياق سارت إيران بميليشياتها وقتلت من السوريين ما قتلت، وسرقت أراضيهم ومنازلهم، وأقامت معسكرات تدريب ومخازن للأسلحة، وبَنَت الحسينيات والحوزات، وتغلغلت في المدارس والجامعات تنشر فكر ولاية الفقيه، ولم تكن الولايات المتحدة أفضل حالًا حيث سيطرت منذ بداية الأزمة على الشرق السوري بما فيه من حقول النفط، وأقامت 11 قاعدة عسكرية لضمان مصالحها من ثروات السوريين. 

الجامعة العربية:

في الحقيقة هي أسوأ حالًا وأفعالًا من الغرباء، ففي بداية الأزمة لم يكن لها دور في حماية السوريين وإيقاف أعمال القتل والتدمير، وبعد ما انفجرت أزمات اللاجئين أو النازحين لم تتحرك الجامعة سوى بالبيانات والتصريحات، وما كان وقف عضوية سوريا عن الجامعة العربية إلا بعد ضغط دولي بالإضافة لدور بعض أعضائها، ولم يفد السوريين في شيء، بل إن الجامعة العربية أعادت الاعتراف ببشار الأسد كرئيس لسوريا وأرجعته لمقعده في الجامعة دون أدنى حلٍّ للأزمة السورية، أو لمأساة اللاجئين والنازحين، أو ضمان لمستقبلهم أو عودتهم لوطنهم المدمَّر الذي احتله الغرباء.

تقول ميشيل باشيليت -مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان-: إنه يجب الكشف عن حقيقة ما حدث في سوريا، وأن تأخذ العدالة مجراها ويتم تعويض الضحايا، وأشارت إلى أن العنف الذي أدى إلى مقتل مئات آلاف السوريين وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.

وأضافت باشيليت: إن العقد الماضي شهد تجاهلًا صارخًا لحماية المدنيين في سوريا من قِبَل كل الأطراف التي ارتكبت انتهاكات لا تُحصى، يصل بعضها إلى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، على رأسها: نظام بشار الأسد، لافتة إلى المفقودين والمختفين قسريًّا في سجون بشار منذ 2011، مؤكدة أن عددهم يتخطى عشرات الآلاف حسب البيان الصادر عن المفوضية، وأنه تم احتجازهم في مرافق رسمية ومراكز احتجاز مؤقتة تديرها القوات الحكومية في جميع أنحاء سوريا؛ فضلًا عن ضحايا الاحتجاز والاختفاء القسري على يدِّ جماعات مسلحة غير تابعة لبشار -ميليشيات إيران-.

اللاجئون والنازحون والمستجدات الإقليمية:

بعد التقارب السعودي الإيراني بوساطة الصين، وكذلك عودة العلاقات المصرية التركية، وما أطلق عليه البعض: مصالحة تركية مع نظام بشار الأسد؛ بالإضافة لقرار الجامعة العربية بإعادة مقعد نظام بشار الأسد في الجامعة؛ فمن المتوقع أن تؤثر تلك المستجدات الإقليمية على أوضاع النازحين شمال سوريا واللاجئين في الشرق الأوسط، ولكن هل هذا التأثير سيكون في صالح السوريين: نازحين ولاجئين؟ أم سيكون على نفس منوال السنوات الماضية؟

وبالرغم من أن إجابة السؤال قد تكون للوهلة الأولى بديهية بأنه لا جديد يذكر، وأنه لن يساعد أحد اللاجئين أو النازحين، إلَّا أن المنطق والعقل يقولان: إنه يجب أن ننتظر على المدى الطويل لنجيب عن ذلك السؤال.

وفي هذا الصدد ترى شبكة بي بي سي البريطانية: أن نظام بشار الأسد نجح في الصمود السنوات الماضية بفضل أعوانه، وأن التطبيع مع الأنظمة العربية جاء بفعل المصلحة والضغوط، بل إن بي بي سي تؤكد أن بعض الأنظمة العربية لم تقطع علاقتها ببشار الأسد منذ بداية الثورة، ومنهم مَن كان يتعامل معه سرًّا وعلنًا، كما أن رغبة البعض في التعاون مع سوريا لإعادتها للبيت العربي وتقليل اعتمادها على إيران لن تكون يسيرة لأن طهران لن تترك سوريا، ومثلها موسكو.

أما التقارب التركي السوري يقول عنه  السياسي الأمريكي بيل كلاي: هذه هي لعبة سياسية لا يوجد أعداء دائمون، ولا أصدقاء دائمون، فقط مصالح دائمة: “تساعدنا هذه المقولة على فهم التحول الدراماتيكي الأخير في الخطاب السياسي التركي تجاه سوريا”، ولذلك وبعد تصريحات أردوغان في مايو الماضي عند فتح العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم؛ بالإضافة للضغط الداخلي تشير لمستقبل ما يقرب من 4 مليون لاجئ سوري -هم أكثر من ثلثي عدد اللاجئين السوريين منذ بداية ثورات الربيع العربي- بالعودة إلى حكم بشار الأسد.

وقال الكاتب كريستوفر فيليبس ومعه تشارلز ليستر مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط: إن أردوغان كان ينصب العداء في البداية لبشار الأسد ليظهر بمظهر البطل، ولكن اليوم وبعد تغيير الظروف والمستجدات الدولية، وبسبب الضغط التركي الداخلي المتزامن مع ضغط أصدقاء الأسد بجانب خوف تركيا من مطال تكوين دولة للأكراد؛ فإن موقف أردوغان تغيَّر تمامًا وهو مستعد للتعاون مع الأسد لبسط نفوذه على كامل الأراضي السورية مما يلمح لمستقبل اللاجئين والنازحين، مع التنويه إلى أن لقاءات تركيا وروسيا وإيران حول سوريا لم تتطرق إلى أوضاع اللاجئين سوى بالحديث عن العودة الطوعية، أما بشار الأسد؛ فكل ما يريده أموال الإعمار، وتثبيت شرعيته، ووجود بشكل أكبر.

الجامعة العربية والسوريون:

قرار الجامعة العربية يوم 7 مايو بإعادة مقعد سوريا الذي يمثله بشار الأسد إلى في الجامعة لم يتحدث عن أوضاع اللاجئين أو النازحين سوى بتأكيد على حل الأزمة السورية وانعكاساتها ولم يتطرق إلى أوضاع السوريين في الشمال وعلى الحدود، ولم يأخذ ضمانات على نظام بشار لحماية اللاجئين أو النازحين، كما لم يلتفت لمخاوف اللاجئين، ولم تقل الجامعة: كيف سيعود اللاجئون؟ وأين سيعيشون؟ وفي المقابل: ربط وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بين إعادة الإعمار في سوريا وعودة اللاجئين، داعيًا الحكومات العربية للمساهمة في عملية إعمار بلاده، معتبرًا أن هذه العملية ستسهل عودة اللاجئين السوريين، وهو ما يوضح رغبات نظام بشار، ويؤكد إغفال الجامعة لأوضاع وظروف ومستقبل السوريين.

أرقام وإحصاءات:

تؤكد التقارير الحقوقية: أن سوريا بلد غير آمن لعودة اللاجئين السوريين، وتشدد الشبكة السورية لحقوق الإنسان على أن إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية لا تعني أن سوريا أصبحت بلدًا آمنًا لعودتهم، وأن “النظام ما زال يمارس جرائم ضد الإنسانية، ولم يقدم أي بادرة حسن نية، وما زال يعتقل قرابة 136 ألف مواطن سوري، بينهم 8400 امرأة”، ووفق مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني الذي أكد أن هذه الانتهاكات لن تتوقف مع بقاء الأجهزة الأمنية المستمرة بذات النهج منذ عام 2011، ويرى عبد الغني: أن معظم اللاجئين السوريين يرغبون بالعودة إلى حياة طبيعية في سوريا، “وليس إلى الموت أو الاعتقال التعسفي والتجنيد الإجباري”، مشيرا إلى أن التطبيع مع النظام وإعادته إلى الجامعة العربية هو رسالة معاكسة ستولد المزيد من اللاجئين، بعد اليأس من الحل السياسي.

وفي عام 2022، سجل “برنامج الأغذية العالمي” أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأن ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي، ويؤكد المحلل الاقتصادي السوري يونس الكريم: أن الوضع الاقتصادي لا يسمح للسوريين داخل مناطق سيطرة النظام بالعيش في الحد الأدنى من الإنسانية، وأن مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على تأمين أي شيء للسوريين، في ظل غياب القدرة على تأمين الخدمات الأساسية للسكان، وأن عودة اللاجئين تكون من خلال عملية إعمار للبنى التحتية، وتقديم الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، وتعليم وصحة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث دون مصالحة سياسية، كون العقوبات الغربية على النظام الحالي تمنع أي تعاون اقتصادي معه.

لم يدعم أحدٌ اللاجئين والنازحين السوريين:

لم يقدم أحد الدعم للسوريين، فبجانب مئات الآلاف الذين تم قتلهم؛ نجد أن ملايين اللاجئين والنازحين تكالب عليهم الجميع، بداية من بشار الأسد ونظامه وحلفائه، وحتى الدول العربية والإسلامية لم يساعد أحدٌ منهم السوريين إلَّا من رحم ربه، وأرسل إليهم دعمًا ماديًّا أو دعا لهم بظهر الغيب، حتى الشعوب العربية والإسلامية كثير منهم انتهك حقوق الشعب السوري المستضعف؛ فكثير من الأتراك طالب برحيل اللاجئين السوريين من تركيا، وفي لبنان يتعرض اللاجئون لمزيدٍ من الأسى والمعاناة والسرقة والبطش.

الخلاصة:

مأساة سوريا تركت ورائها قرابة نصف مليون قتيل وأكثر من 5.6 مليون لاجئ و2.5 مليون نازح، وهذا بخلاف الإصابات والإعاقات والمختفين قسريّا إما موتى أو وراء قضبان السجون، وما زالت المعاناة تصرخ من شدة الألم دون أن يتحرك المجتمع الدولي، وعلى رأسه: الغرب الأعمى الذي لا يرى سوى أوكرانيا، وحتى دول العالم العربي والإسلامي لم تعد ترى أعينهم واقع السوريين المؤسف، ولا تسمع أنين أوجاعهم، فالجميع شارك في تلك المأساة وساهم في كتابة سطورها، وبالتالي فالعرب قبل الغرب دفع بالسوريين إلى هذا المصير ولم يقدم أحد يد العون، وجميعهم إلا مَن رحم الله يبحث عن مصالحه، حتى أنا أثناء كتابة كلمات هذا التقرير أشعر أنني أيضًا ممن لم يساهموا في نجدة السوريين، ورغم أنني لا حيلة بيدي لمساعدتهم؛ إلّا أن ضميري لا يسمح لي بأن أبرئ نفسي مما حدث لهم، وأراني مقصرًا حتى في دعائي لهم.

مصادر:

CNN – بالأرقام.. أزمة اللاجئين والنازحين السوريين بعد 10 سنوات من الحرب- 15 مارس   2021

الأمم المتحدة- 10 سنوات على الصراع السوري: باشيليت تؤكد ضرورة الكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة- 11 مارس 2021.

الجزيرة- النازحون السوريون 2021.. أرقام كارثية تكشف حجم المأساة- 15 يناير 2021.

الجزيرة- النازحون السوريون 2021.. أرقام كارثية تكشف حجم المأساة- 10 مارس 2020

BBC -الحرب في سوريا: معاناة جديدة للاجئين السوريين بعد العودة الطوعية إلى بلادهم-

14 مارس 2023.

 أخبار الآن- ما مدى جدية المصالحة التركية السورية وكيف سيكون أثرها على شمال سوريا؟- 28 يناير 2023.

الجزيرة- بعد تصاعد الحديث عن إعادتهم.. هل يرجع اللاجئون السوريون إلى بلدهم؟- 24 مايو 2023.

التعليقات مغلقة.