fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

زيارة الرئيس الجزائري لمصر آفاق وطموحات

481

في أول زيارة له خارج بلاده منذ توليه السلطة تأتي زيارة الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح إلى مصر ليلتقي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مما يؤكد على أن مصر هي الشقيقة الكبرى للدول العربية عامة والجزائر خاصة، في زيارة تحمل كل معاني المحبة والتقدير والاحترام المتبادل بين الرئيسين لتبادل وجهات النظر في القضايا العديدة المشتركة بين البلدين العربيين والشعبين الشقيقين، ولتفتح آفاقا جديدة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، في كافة المجالات وعلى كافة المستويات؛ لا سيما في ظل وجود العديد من التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان بخصوص عدد من القضايا الأقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي، فمصر والجزائر تجمعهما روابط مشتركة فهما دولتان أفريقيتان عربيتان مسلمتان.

العلاقات السياسية بين البلدين:

تربط مصر والجزائر علاقات سياسية قوية تضرب بجذورها في التاريخ في إطار كفاح الشعب الجزائري من أجل الحصول على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، فقد ساندت مصرُ الجزائرَ في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954م.
وقد تعرضت مصر على عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956م بسبب موقفها المساند لثورة الشعب الجزائري؛ والذي لم ينس الشعب أبدًا أن مساندة مصر لثورته تواصلت بعد العدوان إلى أن حصل على استقلاله الذي دفع فيه ثمنا باهظا من دماء أبنائه تجاوز المليون شهيد.
لذا لم يكن غريبا استقبال الشعب الجزائري لعبد الناصر في الجزائر، حين زارها عقب الاستقلال، استقبالًا لم تشهد له مثيلًا في تاريخها. وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا فقد كانت الجزائر ثانى دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973م فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية.
وكذلك شهدت العلاقات السياسية المصرية الجزائرية تحسنًا ممتازًا أعقاب انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، والذي كان قد اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه، كما فعل اليوم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح.
وتتفق وجهات نظر الدولتان تجاه القضايا الحاسمة خاصة فيما يتعلق بتوسيع عضوية مجلس الأمن، فهما متفقتان على القرار الصادر عن قمة هراري عام 1997م والخاص بتمثيل القارة الأفريقية بعضوية مجلس الأمن مع ضمان مشاركة كافة الثقافات والحضارات.. على المستوى الدولي.
وبفضل اشتراك مصر والجزائر في منظور سياسى واحد تعاونت البلدين فى حل الأزمة الليبية، فالمخاطر والتحديات والتهديدات التى تواجهها مصر والجزائر من الأحداث الجارية في ليبيا تهدد الأمن القومي لكلا البلدين.

وفي مجال العلاقات الاقتصادية:

شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر دفعة قوية في الفترة الأخيرة فقد ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والجزائر خلال الأعوام الأخيرة إلى ما يقرب من اثنين مليار دولار، وترتبط مصر والجزائر بعدة اتفاقيات تنظم العلاقات والتعاون بينهما فى المجال التجارى والاقتصادى، ومن أهمها:

  • اتفاق التجارة واتفاق التعاون الاقتصادى والفنى الموقعين فى أكتوبر 1991م.
  • اتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة الموقع فى مارس 1997م.
  • اتفاق تجنب الازدواج الضريبى الموقع فى فبراير 2001م.
  • وبروتوكول التعاون فى مجال الاستثمار الموقع فى يناير 2005م.
وفي مجال الاستثمار:

تعد مصر المستثمر الأول فى الجزائر خارج قطاع النفط والغاز بإجمالى استثمارات تبلغ قيمتها حوالى 4.2 مليار دولار.. ويوجد بالجزائر حوالى 32 شركة مصرية تعمل فى مجالات: الاتصالات، الإنشاءات والأشغال العمومية، الصناعة، الخدمات، الزراعة.

وعلى الصعيد الديني:

يقوم الأزهر الشريف باستقبال دعاة الجزائر والأئمة والوعاظ لتلقى الدورات التدريبية، التي يعقدها الأزهر بين الحين والآخر، إلى جانب وجود بعثات من الطلاب الجزائريين يدرسون في رحاب الأزهر الشريف.

هذا قليل من كثير في العلاقات المصرية الجزائرية والتي كان المتوقع أن تزداد بصورة أكبر في الفترة القائمة في ظل وجود الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد القادر بن صالح.

التعليقات مغلقة.